الارتجال عنصر من عناصر الخلق -عثمان سيمبين "2"

Wednesday 5 September 2012

الارتجال عنصر من عناصر الخلق -عثمان سيمبين "2"





عندما تقوم بتطوير أفكارك، هل تبدأ من خلال إنشاء صور فردية، أم بالاستمرار في قصتك التي تهمك؟

أعتقد أن استمرارية القصة هى الامر الذي يهمني هنا، أنا لا أعرف ما سيحدث لاحقا، فهناك أوقات يمتلكني التوجس تجاه هذه الشخصات والقيمة داخلهم التي لم أتوقع أن أجدها، فهذه الشخصيات تضغط بنفسها علىّ.على سبيل المثال إذا تحدثنا عن حالة هذ الطفل بشكل محدد فهذه الشخصيات تتصارع مع بعضها البعض أمامي، هناك هذا الأب وابنه الرضيع "الميت" الذي لا أعرفه ولا بد لي أن أخلق هذه الشخصية وأن أذهب إلى المستشفى لأرى ما حدث قبل ذلك، ربما لو رأيت إحدى الحالات تموت أمامي وسوف يتبادر إلى ذهني ما حدث هناك.في البداية علىّ أن أضع كل هذه الشخصيات في نطاق الرحلة وأحدد مواقع لهم

، والشخصيات والأفكار الأخرى تبدأ في الظهور تباعا، والأشخاص الذين تحدثوا لي أدون من خلالهم ملاحظات وأرتبها بحروف إكس، واي، وزِد

ولكن القصة تمضي على كل حال.

أنت تعني أنه في هذه اللحظة التي تصل فيها إلى موقع التصوير يكون عليك من الضروري تغيير بعض الأمور لكي تتفق مع الواقع المادي الذي وجدته؟

نعم، هذا أنا وليس الممثلين فعباراتهم هى نفسهم وما يفعلونه من أمور هي نفسها ولكن ما يتغير فقط هى الأشياء التي حولهم، على سبيل المثال دعنا نقول مثلا هذه الغرفة سنقوم بتصويرها باستثناء التلفزيون، ولكن أوه! عليك أن تُخرج التلفزيون من الصورة أو على الأقل أن تعثر على شيء يخفيه، كماترى في هذه الحالة فإن بعض الأشياء الصغيرة يمكنها أن تشجعك في أن تنشيء العمل أو تعطله.ولكن ما زال لدىّ الشك في أنه يمكن لأحد أن يعلم الجانب الإبداعي بشكل دقيق، يمكنك تعلم أساليب هذه التقنية وهذا الأمر حدث معي بالفعل،

أنت ترى أنه في موسكو مثلا هناك مدرسة للسينما ومدرسة للأدب وهلم جرا.. هذا جيد وكان معي العديد من الأفارقة الذين ذهبوا إلى هذه المدارس لكنهم تعلموا هذه الأمور بشكل مختصر، لم أبقى هناك لخمس سنوات ولم أتحصل على أي من المقررات الدراسية من الناحية النظرية ولكني كنت متحضرا لتصوير أي شيء، حتى الثلج المتساقط وبالنسبة لي فإنه يمكنك بهذه الطريقة أن تتعلم التقنية بل أنه الأمر الأكثر أهمية.عندما كنت أجد المخرجين متفرغين كنت أذهب لأسالهم: لماذا هذا؟ جيد وأدون قولهم، لماذا ذلك؟ جيد..وأدون قولهم، وعندما كانوا يملكون الوقت كانوا يخبروني: " ما الذي يتناسب؟ هذا أو ذاك..فلتراجع السيناريو"، فأقول: آ، لقد حصلت عليها، أعتقد أنه في مدارس صناعة الأفلام،

وأتكلم هنا عن المدارس التي تصنع الفيلم لا تدرس صناعته فقط ينخرطون في الكثير من النظريات حول العملية الابداعية، إنهم يهتمون بشكل كبير بالنظرية ولا يفكرون في هذه المشاكل -الأسئلة-

.هل يمكن لك أن تذكر مثالا عن هذه الأوقات التي تقوم فيها بالارتجال وأنت تقوم بالتصوير؟

في كثير من الاحيان، هناك العديد من الأمثلة ولقد تحدثت في وقتٍ سابق عن هذا الطفل الذي كان يحمل مسدسا ( سمبين هنا يقصد مشهده في فيلم "ايميتاي" حيث يتم إجبار المرأة والأطفال في القرية على الجلوس في ساحة البلدة، بيما يرفض الطفل ذلك فأثناء تصوير المشهد يفاجيء الجميع بترك مكانه ويذهب إلى البنادق المكدسة بجانب الحراس الفرنسيين، وهو عنصر غير متوقع تم صنعه في الفيلم.نفس الأمر يحدث في فيلمي الأخير أيضا، أضع الممثل في إطار الصورة وأترك الاحتمالات مفتوحة

.لأنه في بعض الأحيان تبدو كل الأمور على ما يرام عندما تقرأها في السيناريو لأنها لا تتعدى الورق، جيد، ولكن في مكان التصوير نحتاج وقتها لعناصر مترجمة للحدث وفي الكثير من الأوقات يلهمني الممثلين إليها فيأتي إلىّ ليقول: انتظر، ماذا لو فعلنا ذلك، فأنظر إليه وأقول حسنًا ثم أخبر المصور: انتظر، علينا أن نفعل ذلك إنها ليست فكرتي إنما فكرته" فيقول حسنا ونقوم بتغيير موضع الكاميرا لتصوير ما اقترحه الممثل.ثم نستمر بالعمل، إنه لا يكلفنا شيء علاوة على أنه يجعله سعيدا، ربما أحيانا يشعر الممثل بالرضا عندما نلتقت إلى مثل هذه الارتجالية منه.

على سبيل المثال في فيلمي الأخير"خالا" كان هذا الرجل من "ماندابي" الذي يلعب دور البطولة لديه زوجين من العدسات "نظارة" لم أرها معه من قبل وكان يتركها جانبا عند التصوير، عندما قمنا بالتصوير ذات مرة قام بتركيب العدستين ثم وضعهما مرة أخرى وهو نفس الشيء الذي كان يفعله في الواقع، قلت حسنا لندخل هذا الشيء البسيط ونصوره ، كان سعيدا رغم أنني لم أتوقع أن أقوم بهذا.

هناك حالات كثيرة من هذا القبيل مع النساء في أفلامي، غنني أركز على إعطاء حرية أكبر لهم مقارنة مع الرجال لأن النساء عادة يجسدون أنفسهم من خلال الأدوار الخاصة بهم، وعلى الورق نجد أن استيعابهم محدود لأننا لا نعرف كل منهم بشكل جيد للغاية، نعدل السيناريو وفقا لذلك وأعتقد أن هذا أمرا خلاقا


.خاصة في أفريقيا يختلف التصوير في اللوكيشن عنه في الهواء الطلق وتحت أشعة الشمس مباشرة، ففي الأستوديو هناك عدة خطوات محدودة يمكن للمثل القيام بها مع إضاءة الأستوديو التي تمتد لثلاثة أمتار فقط خلفه وثلاثة أمتار أمامه لذلك فلا يستطيع التحرك إلا في دائرة الـ6 أمتار هذه بينما في الخارج فإن لدىّ أكثر من 100 متر تحت تصرفي، لذلك أضع الكاميرا وقتها وأترك له الوقت والمساحة لكي يتحرك.


ت:حسين ممدوح
 http://karasatilcinema.blogspot.com/
http://www.facebook.com/hussein.faust


0 comments :

Post a Comment