اليابان، التشوه ما بين جيلين والتصالح مع الحرب - ماساكي كوباياشي
في علم الجمال الياباني، هناك فكرة تُشير إلى أن الفراغ نفسه ذات مغزى، كما في موسيقى تورو تاكيميتسو، وقد عقبر دونالد ريتشي بذلك بقوله " إن هذه الفكرة تشبه إلى حد كبير المثل الصيني الذي يقول أن الورقة الصافية الفارغة ليست فارغة حتى تقوم بوضع أول علامة او حرف عليها"، أي بمعنى آخر فإن الفراغ ليس موجودًا إلا إذا اُقتحم بشيءٍ ما، ولكن قبل ذلك فهو غير قابل للتعريف، لأن لا شيء هناك..مثل الياباني ما بعد الحرب.. ولذلك السبب رفض كوباياشي أن يكون مؤرخًا لأنه يرفض خدع ومكر من يكتبون التاريخ..
غرض صناعة فيلم مثل هراكيري؟
كان الانتحار من العلامات الأساسية لصناعة الدراما فيه، عندما يأخذ شفرة الخزران ويثقب بها بطنه ومن المستحيل أن تجد ذلك مكتوبًا في السيناريو ولكن عند تصوير هذه العملية في الواقع فالأمر مُختلف تمامًا ولذلك فإنني قبل يومٍ من تصوير هذا المشهد ابتعدت تمامًا، حتى عن الستوري بورد "عملية رسم المشهد" وخرجت لكي أشرب، فانتم تعلمون في الستوري بورد يكون هناك الكثير والكثير من التركيز، وطرح الأسئلة التي لا حل لها ولكن في ومضة معينة يتحقق ذلك، إنها كما عملية صناعة الموسيقى، مهما يكن فقد كنت أشرب الكثير يومها ولذلك تمكنت من الذهاب في الاتجاه الوحشي وتصوير هذه العملية "شق البطن"
وأنا في حالة سُكر، ولأنه كان يتمتع بقدرٍ كبير من الوحشية فقد كانت موسيقى تاكيميتسو عاملًا مساعدًا، كانت رائعة للغاية ولقد استخدام آلة الـ"biwa" والتي تُحدث أثرًا ورنة حزينة وكانت محاصرة للمشهد بأكمله ولذلك عندما تشاهده فأنت لا ترى الإيذاء الجسدي ولكنك تستمتع بالموسيقى، كانت شخصية ميكوني في العمل تُرمز لنوعٍ من الإقطاع وكان تصوير المشهد فيه برودة وسادية جيدة للغاية.
يجب أن يتحلى المتفرجين الغير يابانيين بالوعي اللازم للابتعاد عن سوء الفهم، هذه الطريقة التي صورنا بها المشهد ليست لكي يقولون " يالها من بلد همجية" بل أن هذا المشهد الذي يُجسد طقوس الانتحار أمر بالغ الأهمية في اتساع الرؤى الانسانية، وهذه ليست سوى اليابان.
دائمًا ما سألني الصحفيين عن ما أريد من هذا الفيلم ولكن هذه ليست طريقتي فالموضوع هو من يطرح نفسه خلال عملية صناعة الفيلم.
في ذلك الوقت، عندما شاهدت أفلام فرانك كابرا أو جون فورد، هل كنت تعتقد أن أمريكا هى نفسها التي كانت في أفلامهم؟ نعم، أعتقد أن لديّ الخبرة لمعرفة ذلك وفي حالة جون فورد فقد قدم فيلم "عناقيد الغضب" والذي كان ذا توجه اجتماعي، بعمق حقيقي في العمل وفي أفلامه الذي قدمها بعد ذلك وكانت مُحفزًا لنا لتقديم فن بلا أية قيود.
وفي المهرجانات الدولية كان الصحفيين الأوروبيين يصفون بعض المشاهد بان فيها الكثير من الوحشية المفرطة وكنت أشرح لهم لماذا، بعد ذلك كنت أراهم يتجادلون فيما بينهم وكان من المثير حقًا رؤية هذه المناقشة المثيرة والصريحة.
ولكن علماء الاجتماع والمؤرخين يبحثون ويصدرون أنواعًا من النظريات، ما الموقف الذي يبحث عنه المخرج هنا وهو مُشارك في عملية الكتابة مع -شينوبو هاشيموتو-، ماذا كانت نواياك؟
حسنًا، بالطبع كنا نريد التعبير عن معارضتنا للإقطاع، هذه النقطة الرئيسية ولكن كانت هناك نقطة تتحدث حول مسألة خداع التاريخ فهناك واقع أو حادث يُحذف ولا يتم تسجيله في التاريخ الرسمي، وهو ما يعتبر نوعًا من المكر والنفاق، وهذا لا يختلف ما إذا كانت قصة حديثة أو تاريخية، نفس النوع من الأكاذيب نتلقاه يومًا بعد آخر.
فيلم "شباب اليابان" يُعتبر عند بعض الناس نُسخة حديثة من فيلم الهراكيري، إصدار جديد؟
من وجهة نظري فإن فيلم شباب اليابان والهراكيري لا يملكان نقاط مشتركة، ربما هناك علاقة أكبر بهذا الفيلم مع "هيومان كونديشين -حالة الإنسان- فهو نسخة للمواطن الياباني ما بعد الحرب، وأنا مولع بهذا العمل لأنه يشبهني ، أعتقد اننا متشابهان جدًا وحتى الآن ما زلت أطنطن بموسيقى الفيلم فهى تُعبر عن مسألة الفجوة الحادثة بين جيلين.
من حيث الموسيقى، هناك اختلاف كلي بين فيلمي كوايدان وهراكيري وبين فيلم شباب اليابان أليس كذلك؟
أعتقد أنها كانت قصة ذات الأجزاء الكوميدية والساخرة فيهما، أي كوميديا؟ صحيح إنها ليست كذلك فهناك مشاعر قوية مناهضة للحرب ولكن من ثُم تتحول قضية البطل إلى لوسائل الدفاع الذاتي، يبقى في نفس المكان ولكنه يحاول التغلب على عقبات معينة في حياته وفي محادثته الأخيرة مع ابنه وبعد كل هذه الحوادث الذي مر بها تمكن في نهاية المطاف من عبور الخط السابق في حياته، ولكن ضمن حدود شخصيته.
على وجه التحديد كيف تجاوز خطه السابق؟
بعبارة أخرى كانت الشخصية الرئيسية قد ذبلت، بدأت في كراهية حياته وعائلته، كما لو كان قد اختفى وتبخر، وكانت إلى حد بعيد ظاهرة اجتماعيةن وتطورت مع مشكلته في اختيار ابنه لصديقته، حيث اكتشف الرجل أن والدها كان هو قائده الخاص في أثناء فترته في الجيش، كانت هذه هى الآزمة ، بدايتها وظهرت مع حبيبة ولده.
ولكنه يقرر أن يتصالح ويتسامح مع حياته السابقه ، مضطرًا لاكتشاف طريقة جديدة للعيش، وأعتقد أنني وجدت وقتها هذا النموذج الأمثل لنهاية الفيلم.
إذن فقد نجح في أن يتغلب على أزمته ويعود لحياته القديمة؟
التجاوز والتخلي عن الأزمة هو أمر يختلف عن الاستسلام، لقد حل مشاكله القديمة بطريقة خاصة، فنفسه القديمة لم تعد موجودة وحتى مسألة الدفاع الذاتي عن ما حدث له في الحرب، في المشهد الأخير يسير نجله مع صديقته والتي تقول له "مهما حدث، لا تلجأ لوسائل الدافع الذاتية أبدًا".
غرض صناعة فيلم مثل هراكيري؟
وأنا في حالة سُكر، ولأنه كان يتمتع بقدرٍ كبير من الوحشية فقد كانت موسيقى تاكيميتسو عاملًا مساعدًا، كانت رائعة للغاية ولقد استخدام آلة الـ"biwa" والتي تُحدث أثرًا ورنة حزينة وكانت محاصرة للمشهد بأكمله ولذلك عندما تشاهده فأنت لا ترى الإيذاء الجسدي ولكنك تستمتع بالموسيقى، كانت شخصية ميكوني في العمل تُرمز لنوعٍ من الإقطاع وكان تصوير المشهد فيه برودة وسادية جيدة للغاية.
يجب أن يتحلى المتفرجين الغير يابانيين بالوعي اللازم للابتعاد عن سوء الفهم، هذه الطريقة التي صورنا بها المشهد ليست لكي يقولون " يالها من بلد همجية" بل أن هذا المشهد الذي يُجسد طقوس الانتحار أمر بالغ الأهمية في اتساع الرؤى الانسانية، وهذه ليست سوى اليابان.
دائمًا ما سألني الصحفيين عن ما أريد من هذا الفيلم ولكن هذه ليست طريقتي فالموضوع هو من يطرح نفسه خلال عملية صناعة الفيلم.
في ذلك الوقت، عندما شاهدت أفلام فرانك كابرا أو جون فورد، هل كنت تعتقد أن أمريكا هى نفسها التي كانت في أفلامهم؟ نعم، أعتقد أن لديّ الخبرة لمعرفة ذلك وفي حالة جون فورد فقد قدم فيلم "عناقيد الغضب" والذي كان ذا توجه اجتماعي، بعمق حقيقي في العمل وفي أفلامه الذي قدمها بعد ذلك وكانت مُحفزًا لنا لتقديم فن بلا أية قيود.
ولكن علماء الاجتماع والمؤرخين يبحثون ويصدرون أنواعًا من النظريات، ما الموقف الذي يبحث عنه المخرج هنا وهو مُشارك في عملية الكتابة مع -شينوبو هاشيموتو-، ماذا كانت نواياك؟
حسنًا، بالطبع كنا نريد التعبير عن معارضتنا للإقطاع، هذه النقطة الرئيسية ولكن كانت هناك نقطة تتحدث حول مسألة خداع التاريخ فهناك واقع أو حادث يُحذف ولا يتم تسجيله في التاريخ الرسمي، وهو ما يعتبر نوعًا من المكر والنفاق، وهذا لا يختلف ما إذا كانت قصة حديثة أو تاريخية، نفس النوع من الأكاذيب نتلقاه يومًا بعد آخر.
فيلم "شباب اليابان" يُعتبر عند بعض الناس نُسخة حديثة من فيلم الهراكيري، إصدار جديد؟
من وجهة نظري فإن فيلم شباب اليابان والهراكيري لا يملكان نقاط مشتركة، ربما هناك علاقة أكبر بهذا الفيلم مع "هيومان كونديشين -حالة الإنسان- فهو نسخة للمواطن الياباني ما بعد الحرب، وأنا مولع بهذا العمل لأنه يشبهني ، أعتقد اننا متشابهان جدًا وحتى الآن ما زلت أطنطن بموسيقى الفيلم فهى تُعبر عن مسألة الفجوة الحادثة بين جيلين.
من حيث الموسيقى، هناك اختلاف كلي بين فيلمي كوايدان وهراكيري وبين فيلم شباب اليابان أليس كذلك؟
أعتقد أنها كانت قصة ذات الأجزاء الكوميدية والساخرة فيهما، أي كوميديا؟ صحيح إنها ليست كذلك فهناك مشاعر قوية مناهضة للحرب ولكن من ثُم تتحول قضية البطل إلى لوسائل الدفاع الذاتي، يبقى في نفس المكان ولكنه يحاول التغلب على عقبات معينة في حياته وفي محادثته الأخيرة مع ابنه وبعد كل هذه الحوادث الذي مر بها تمكن في نهاية المطاف من عبور الخط السابق في حياته، ولكن ضمن حدود شخصيته.
على وجه التحديد كيف تجاوز خطه السابق؟
بعبارة أخرى كانت الشخصية الرئيسية قد ذبلت، بدأت في كراهية حياته وعائلته، كما لو كان قد اختفى وتبخر، وكانت إلى حد بعيد ظاهرة اجتماعيةن وتطورت مع مشكلته في اختيار ابنه لصديقته، حيث اكتشف الرجل أن والدها كان هو قائده الخاص في أثناء فترته في الجيش، كانت هذه هى الآزمة ، بدايتها وظهرت مع حبيبة ولده.
ولكنه يقرر أن يتصالح ويتسامح مع حياته السابقه ، مضطرًا لاكتشاف طريقة جديدة للعيش، وأعتقد أنني وجدت وقتها هذا النموذج الأمثل لنهاية الفيلم.
إذن فقد نجح في أن يتغلب على أزمته ويعود لحياته القديمة؟
التجاوز والتخلي عن الأزمة هو أمر يختلف عن الاستسلام، لقد حل مشاكله القديمة بطريقة خاصة، فنفسه القديمة لم تعد موجودة وحتى مسألة الدفاع الذاتي عن ما حدث له في الحرب، في المشهد الأخير يسير نجله مع صديقته والتي تقول له "مهما حدث، لا تلجأ لوسائل الدافع الذاتية أبدًا".
0 comments :
Post a Comment