August 2013

Saturday 24 August 2013

الأفكار التي تكون على حافة الرأس، في عمل الفيلم الوثائقي


فريدريك وايزمان، أسطورة الأفلام الوثائقية والذي قام بإخراج فيلم واحد سنويًا منذ عام 1967، مع الأخذ في الاعتبار الصعوبات التمويلية سلط الضوء على قضايا حرجة بالمجتمع الحديث أبرزها فيلمه "حماقات" والذي ركز على تعامل الدولة مع المسجونين في بريدج ووتر والذي يسبب في اختلالات واضطرابات عقلية واضحة لمن يعاقبون في فترة تواجدهم.



، وتم حجب الفيلم عن الجمهور العام في 1991 بسبب انتهاكه لخصوصية السجناء مع ملاحقة من ولاسة ماساتشوستس له.

أن تتلقى جائزة بعد 40 عامًا كاملة على فيلم حماقات تيتكات فقط في هذا العام، إلى ماذا يشير؟ حسنًا، هذا يجعلني أشعر بأنني مدى تقدمي في العمر، انا سعيد للحصول على هذه الجائزة، أستطيع أن أقص عليك كل حوار دا هناك وكل تجربة جرت في بريدج ووتر وجلسات الاستماع التي تمت.

تقاضي الدولة؟ كان مهزة في الأساس، حجب الفيلم هو أمر آخر ولكن التقاضي كان مشين لأن الجهود الرامية إلى منع الفيلم نجحت في رميها لفترة طويلة ولكنها لم تدم للأبد، إنه مثال على الجبن السياسي والغباء.

لأفلامك عادة الكثير من الأسئلة التي لا يُرد عليها ويتعذر فيها التفسير، لديّ فضول فيما كنت تشعر حينما تقوم بعملية التصوير وكيف كنت تفكر؟

التفكير بالنسبة لي يحدث في المونتاج، فأثناء تصوير العمل لا نفكر في آثاره وإنما هيكله، أنا عادة لا ابدأ في التفكير في العمل النهائي إلا بعد 8 أشهر من المونتاج والانتقاء وترشيح أكثر من تسلسل وتتابع، فضلًا عن ذلك فأنا لا أحب شرح الأفلام، فوظيفتي هى صناعة الفيلم وما أفكر فيه هو ما تراه في الفيلم بصورته النهائية.

الأفلام الوثائقية فيها الكثير من التعديلات ، الكثير الكثير بدون دخول المسائل التقنية في تفكيرك، فأنت تقرر أو تحدد ما تريد تصويره في حالة اندفاعه "هنا نذكر تعبير فيرتوف أن نظريته كانت كشف الحياة في حالة تلبس"، ولكن من الواضح أن هناك جانب فني أو علاقة فنية بذلك، ولكن أعتقد أن عملية المونتاج كانت محاولة لتحليل السلوك البشري من جانبي.

بمعنى آخر..سؤالي الأساسي هو لماذا، لماذا يطلب شخصًا سيجارة في لحظة معينة؟ هل هناك تفسير لاختيار كلمة واحدة بدلًا من الأخرى؟ ما هو المغزى من رداء هذه المرأة؟ لماذا يأتي أحد العملاء لمركز الرعاية مرتديًا زيًا عسكريًا. لماذا يتوقف حديث شخص في منتصف جملته؟ هل هناك تفسير لتغيير اللهجة.. أعتقد ان هذا النوع من التقييمات التي تكتبسها من التجربة العادية لمحادثتك للأشخاص، ولذلك هناك أنواع مختلفة من التقييمات عليها أن تكون أكثر تركيزًا لكي تقوم باختيارها كمشاهد، هذا النوع من التقييم الذي يجري بيننا في المقابلات يتم تحديدها وتحريرها في فيلم بصورة رسمية.

Thursday 8 August 2013

بازوليني و "الآب جويا"، المُقدس فقط هو الحنين إلى الحياة "1"..



شعر الحركة عند بازوليني، أن تخرج من رحم الكلمات المُشبعة بالتصوير الحسي للعنف أو الجمال إلى قلب الشاشة، عبارة عن مانيفيست "كاشف" إلى ما آلت له القدسية في روما من
جماعات البرجوازية الصغيرة، إلى معمار وآليات صعود جديدة تاه فيها "إيتوري" شخصيته البطلة في "أمي روما" أو ستراشي في "روبوباج".



بتدقيق أكبر على عمله في "روبوباج" والذي تكلم فيه عن الخادم "ستراتشي" والذي يمثل الضحية المسيحية المعذبة "الذي مات ليخبر الغير أنه كان يعيش ما بينهم"، الممثلين والصحافيين والمخرج والقديسين حسب كلمات أورسون ويلز.
طغيان الصبغة السياسية والنقد العنيف الواقعي الذي اتسم به مخرجين هذا العصر في أوروبا خاصة الإيطاليين منهم، ذلك الذي ألهم الكثير من دراسي السينما من القارة الأفريقية السوداء ، كما ألهمت سينما الحركة والتفجيرات والأجسام المتطايرة في الأفلام الأمريكية الجمهور الذي أرادوا استهدافهم.

بساطة التركيب، الكادر الواسع ..الجمع ما بين الطابع الفني والدرامي مع الاعتماد على ممثلين غير محترفين أو ليسوا ذو كارير طويل، التركيز على الطفل كشخصية رئيسية، المرأة، الشباب وحتى الحيوانات، تقييد المونتاج والتعويل على الموسيقى.

الحنين إلى الحياة، الحنين إلى الحب، إنه النسخة الشابلينية الخاصة بي "نسبة إلى تشارلي تشابلن" كان ال

فكرة الرئيسية لعمل مثل "سالو" حسب تعقيب بازوليني عليه والذي يعتبر أكثر الإعمال إتعابًا للنفس وأنه طارد للحياة حسب جمهور المتفرجين، بعنين دامعتين قالها الشاعر الذي بدأ تنظيم كلماته في قصائد منذ التاسعة، الماركسي العنيف والذي تم إقصائه من المشهد الثقافي الإيطالي بعد حادثة قتله في 1975 ولكن الدراسات السينمائية عنه لا تتوقف.

قال بازوليني مقابلة معه في عام 1966 تعبيرًا عن مصدره في كتاباته وشعره وأعماله بأنها "الآب جوي" وهو تعبير يدل حسب قوله على النشوة الشعرية وحب الحياة، التعبير عن الوجود على الرغم من التهميش العلني والإيذاء، بأعمالٍ أسطورية أخروية وربما نوعًا ما ماجنة ولكنها الاحتفالات المقدسة التي يراها وينقلها عن عصره.

أعمق رغبة عند الإنسان حسب المفهوم الأنثروبولوجي هو أن يشعر بأنه يعمل عملًا مقدسًا وبأنه مخول من المُقدس ويحظة على احترامه حتى لو كانت من خلال سلوكيات غير مشروعة، انانية، تتعدى العالم الكوني.

المُقدسات في كل مجتمع هي ظاهرة، قوة غير مفهومة، تهدف إلى الحفاظ على الوضع الراهن، بشكلٍ ما من أشكال الألوهية ولكن عند مفهوم بازوليني "فكل موجود هو مقدس، والواقع هو إلهي".

انتقاده العنيف لاقتصاديات السوق المعاصرة والاتجاهات العقلانية، العلمانية، المادية مع مشاعر دينية غير عقلانية وغير روحية كانت أهم سمة من سمات أعماله "كانت طريقة الآب جوي علامة هيمنت على جميع أعمالي، هى هذا النوع من التوق للحياة، في مواجهة مشاعر العزلة والاستبعاد من الواقع الحقيقي".

لذلك كان سلوكه في أعماله وشعره استفزازيًا للقيم المادية والبرجوازية المحافظة، أعماله التي لم يكن يعتبرها سلعة للتسويق ونفس الأمر بالنسبة لأشعاره باللهجة الفريولانية ورواياته مثل "بنين الحياة، وحياة عنيفة".


أفلام بازوليني الأهم الصعلوك، ماما روما، إنجيل القديس حسب ماتيو،تيوريما اعتمدت اللغة البصرية البحثة، لتحويل اللغة السينمائية كوسيلة لكشف هذا الواقع وليس لجعله تسويقيًا، واستنساخ الكائنات الحقيقية لكي تظهر الواقع في سينما لا تحظة بشعبية ولا تعترف بمقدس، مع أسلوب خاص في المونتاج يؤكد نطاقه الميتافيزيقي.

Sunday 4 August 2013

الوجـه و وجه المرآة ما بين ستدزنيسكي ولاكان



اضغط على الصورة لمشاهدة العمل

كيشولفسكي الممثل . الفنان المتمحور حول ذاتيته الصرفة والخروج عن  تلك الذاتية وتحطيمها كمخرج وحل لمشكلته والخروج لأفق أرحب.

طرح بيوتر تيدونيسكي في عمله القصير والوحيد  تأجج الرسام ما بين واقع الغرفة وواقع ما خارجها، خروج الدهليز أو الخروج عن توصيف لاكان بأن الطفل عندما يرى نفسه في المرآة فإنه يعبدها. كراهية الوجود المادي نفسه كان بداية لأن يستعيد جلوسه من جديد أمام الورق لكي يرسم بعد حالة من الشك، حول الذات، حول الوجه . الذي دُمِر على الورق.

الموسيقى في العمل كانت تُمثل القلق الذي انتاب مرسمه، الموسيقى القلقة وحركة كرزيستوف داخل الغرفة كانتا متوافقتان. مع التكوين المادي للغرفة مع المرايا التي كانت تحيط به في كل جانب ولوحات، الأنا.

يقول لاكان :مرحلة المرآة "هذا المستوى الرمزي والتخيلي" هى مرحلة أساسية في حياة الطفل وهى ليست مجرد لحظة من لحظات النمو النفسي فقط بل هى نموذج أولي للأنا وهى تعد نموذج لعلاقة الفرد بصورته ، أهم ما يميزها أنها تُعطي سيطرة متخيلة للفرد على جسده وهو أمر سابق على الواقعية الجسدية وهو ما يشعره بأنه امتلك وجوده.

الأنا الإنساني يُشيَّد على أساس من صورة الجسد ولذلك فإنها تلعب دور في تشكيل صورة الأنا النرجسية.



-شارك ستدزنيسكي رفيق رحلة كيشولفسكي معه في إخراج فيلم "أبيض" من ثلاثية الألوان.