عندما سكنت الأشباح شاشة عرض جاك دريدا

Saturday 13 July 2013

عندما سكنت الأشباح شاشة عرض جاك دريدا


عندما سكنت الأشباح شاشة عرض جاك دريدا



كان يشتري التذاكر مرارًا في وقتٍ مبكر ليضمن التواجد بين المقاعد المزدحمة بالعيون اللامعة والترقب لتلك الأفلام التي جاءت إليهم في الجزائر من نيويورك وكاليفورنيا، كان جاك يجلس بهيئة أحد من لم تسنح له الفرصة بملاقاة فتاته إلا في السينيما، بل لأنه كان حريصًا على معرفة وإعادة اكتشاف العلاقة الشعبية التي لا تخفت بتلك الآلة التي صدرت الأشباح من هوليوود للبلاد الأمازيغية.
الفيلم هو شبح، يقول دريدا - إن جلسة تحضير الأرواح تأخذ وقتًا أقل بقليل مما مما تأخذها السينما في فعل فعلتها بالرجل المثقف، أو المرأة المنزلية، بالعامل الريفي أو بغيرهم.

علاقة الجمهور بالصورة؟ أعترف أنني أشعر بشدة السخف من الكلمات، فالناس علاقتهم الأصيلة بالصور، والجهد الذي يتطلب ترجمة مقال أو كتابة مقال شخصي عن هذا الفيلم أو غيره لا يأخذ تقديرًا كصورة لحلمة مونيكا بيلوتشي اليسرى. يقول دريدا - ما يزعجني قليلًا أن عمل كمجلة كراسات السينما الفرنسية هى من تمثل العلاقة النظرية الوحيدة بالسينما في هذا الوقت-.

إن السينما مازالت تمتعني بشكلٍ مخفي وسري، هناك الجشع والنهم دومًا للتعرف على أشكال العاطفة المختلفة، وحقيقة كل إسقاط، مع ذاكرة حاضرة ونشطة نكون في موقف "المُتلصص" في الظلام، إنه بمثابة تحدي الحظر -المفروض على إنسان هذا العصر- بأي صورة من الصور.

كان جاك معتادُا على الهدوء المسيطر على الأفلام الفرنسية، العمل على شريط الصوت مع مناظر طبيعية خلابة والاهتمام بالديكورات، ولكن في الأربعينات جاءت السينما الفرنسية بثقافة الموسيقى والرقص والسجائر، والتي فرضت نفسها بسرعة، رافقته أفلام السينما الأمريكية في فترة دراسته كإدمان، كترفيه نادر، ووحشي.

يقول دريدا "الصورة السينمائية قادرة على إحداث اتصالات واضحة مع اللا وعي وفي السينما من السهل أن تكون في علاقة مباشرة وواضحة لعملية التحليل النفسي، من مشهد لآخر، يشعر المتفرج وكانه في عملية تنويم مغناطيسي، سحر منوم بين أشباح غرفة مظلمة، كتحضير الأوراح، والسماح لأطياف أخرى من الكائنات أن تسكن الشاشة، إن ما يُقارب بين السينما والتحليل النفسي هو أن "نُفكر معًا".

تصوير الكلمات على حافة فيلم- كتاب لدريدا - عن تجربة السينما ومواجهتها ، على الورق، دريدا وكلماته التي كانت تأتي دومًا من مُعلِم يتحدث من عليائه المعرفية أو أنه متخصص ولكن  كرجل بسيط يُفكر ويعود لأنطولوجيا الفيلم، مراهقته وشبابه مع أشباح شاشة العرض.

0 comments :

Post a Comment