معوقات عملية الخلق في السينما الأفريقية - عثمان سيمبين " الجزء الـ3 والأخير"

Wednesday 5 September 2012

معوقات عملية الخلق في السينما الأفريقية - عثمان سيمبين " الجزء الـ3 والأخير"




لقد قلت فيما سبق أنك في عدة أفلام كنت تكتب بعض الأوراق عن مقاطع من السيناريو تريد تنفيذها كمشاهد بمفردها، في أي الأفلام فعلت ذلك؟

فعلت هذا في ساريت بوروم، فتاة سوداء و وفي فيلم آخر..إنه نياي، نياي هى قصة سفاح في القرية، وكان من السهل بالنسبة لي أن أعمل بهذه الطريقة لأنني كنت أصور في الأدغال وكان لدى حقيبة ، وفي كل بطاقة أكتب حرف أو مشهد من الفيلم لأنني كان على أن أضغط الوقت، عندما أقوم بتصوير غرفة فعلىّ أن أنتهي من تصوير المشهد بأكمله في نفس الوقت حتى لو كانت مشاهد متأخرة في الفيلم، نتحدث عن غرفة يجب أن تظهر بحالة أخرى بعد 10 أو 20 عاما من المشهد الأول، لذلك كنت أكتب في هذه البطاقات كل الشخصيات وملابسهم وحوارهم وهورهم في الغرفة وعلى أن أقف عند هذا أكثر ما يمكنني من وقت، إنه أمر لا أستطيع تغييره.

ولكن الآن في غرفتي هذه في بلومنتجون أنا أعمل على هذا الحدث الذي كان في أفريقيا خلال القرن الأخير، جيد..هنا يمكنني أن أفكر فيما أفضله وما أفعله وأسجل كل هذا، لكن عندما يحين الوقت لكي أكون هناك، أفكر في أن بلومنتجون لم تعد حقيقية بعد، ولا تنسجم مع أقول ومع طبيعة الأرض التي أريد التصوير عليها ولكن كما قلت فأنا لدى قطع صغيرة من الورق وأنا أعلم أن الارتجال لن يفيد في هذه الحالة لأنني في مكان حقيقي ولا بد لي من تصفير الأمور وإضافة أمور غيرها، ما قمت بتغييره هو شيء جديد، ويحدث في بعض الأحيان عن طريق الصدفة، كنت أفكر بالفعل في هذه السطور ولكني أرى في النهاية أنني فعلتها بطريقة لا تتفق مع الواقع.

على سبيل المثال كنت عند تاجر نبيذ، الشخص الذي يبيع الخمر إلى المواطنين في بداية هذا القرن كان لديه أباريق ضخمة وكان لديه جرار، أحببت متجره وتخيلت نفسي أنا وهذا التاجر نعد السيناريو الخاص بي، سأحمل العديد من البنادق أو أيا مما أحب إليه، ولكن عندما أذهب لتنفيذ القصة في الواقع أرى أنه ربما لا يوجد في هذا المحل الخاص به معلقات للبنادق ففي  هذا الوقت يجب أن أتخيل صورة أخرى تتناسب مع العمل، حدث آخر يحدث، ربما فإن التاجر لا يحمل بنادقه هناك، أو ربما يضعهم على الطاولة، يجب على إذن تغيير المشهد بأكمله لكي تتواءم مع هذه البنادق الموجودة على الطاولة أو في أي مكان.

لهذا السبب أقوم باستخدام هذه البطاقات لأنها بالفعل تحولت إلى لوحة الذاكرة.



كيف تختار الأدوار التي تلعبها بنفسك في أفلامك؟

نفسي؟ لأ، هناك بعض من المآزق التي تحدث، في بعض الأوقات أحصل على وعد من الممثلين بالقدوم- غالبا لا تدفع لهم جهة الإنتاج قبلها وهم يعدوني فقط بأنهم سيأتون- لكنهم لا يظهرون فيما بعد لذلك أقول أنني يمكنني أن أفعل ذلك، نعم أعتقد في هذا. على الرغم من أنني لا أخطط للعب أي أدوار في البداية ما عدا مرة طلب مني صديقي أبريل أن ألعب الدور الرئيسي في فيلمه تلك مسألة مختلفة/إنه هو من طلب مني ولكن ليست لدي خطط للقيام بأدوار في أقلامي الخاصة، لم أختار لي أي دور في فيلمي القادم لكني سأكون مستعدًا في حالة حدث غياب.

ودور الجندي في فيلم "إيميتاي" هل كانت نتيجة للصدفة؟ ( ظهر سميبين في فيلم اميتاي كجندي سنغالي الأصل في مقر قيادة الجيش المحلي -وحدة الجنرال ديجول- ويقوم الجندي برؤية لافتة ما ويقوم سمبين بكتابة تعليقات انسانية ساخرة تتميز بروح الدعابة، سمبين نفسه كان جنديا في الجيش الاستعماري الفرنسي في السنغال في هذه الفترة).

نعم كان ذلك عن طريق الصدفة، كان لدينا الممثل الذي كان منوطا به أن يفعل ذلك لكن للأسف كان لا يمكنه أن يأتي لأنه كان يعمل ككاتب لقرية اميتاي وبالتالي كان عضوا في مجلس المدينة وفي يوم التصوير حدث اجتماع لمجلس المدينة فماذا نحن فاعلون؟ كان الوقت محدودا تحت أشعة الشمس ولا يمكن أن أسمح لنفسي بوقف التصوير في كل مرة يختفي فيها شخص، تعلم في جلسة الاجتماعات هذه يمكن أن يظلوا لـ4 أو 5 أيام، لم أستطيع الانتظار ونفس الشيء فعلته في فيلم ماندابي وهلم جرا.

ولكن ماذا تعتقد؟ الجميع في طاقم العمل يظهرون في الأفلام لشغر مكان الآخرين، حتى المصور في بعض الأحيان فيقال وقتها" انتظر، المصور سوف يقوم بذلك" فآخذ الكاميرا بدلا عنه وأقوم بالتصوير لكن هذا الأمر لا نتفق عليه مسبقا.



في مانداني أنت لعبت دور الكاتب ؟ نعم.. ولقد قرأت أنك في الواقع كنت تعمل بالفعل ككاتب في قريتك، هل هما نفس الشيء؟

نعم، ولكن في هذه الحالة لا، فإنك ترى في القرية بعض الأميين في الفرنسية وهناك أمور يحتاجون أن تكتب، وأنا في الجوار لذلك أساعدهم ولو أنني غير ملزم بذلك، فعلت ذلك كثيرا وأعتقد أنه قانون الجار الطيب فأنا لا أستطيع أن أقول لا لجارتي لأنهم يعملون كصيادين، أحيانا يعطوني سمكة وكذلك كركند وخضراوت وهلم جرا، إنها ليست ثمنا لكي أخدمها وليس قانونا انه نوع من التضامن.

لدى انطباعا سيد سيمبين بأنك تفسر كل شيء ببساطة عندما شرحك اختيارك للأدوار، لقد تعلمنا بأنه هناك بيانات نظرية، ذلك نحن نسأل أنفسنا إذا ما كان أنه ليس من المصادقة لعبك دور الكاتب هنا أو الجندي في حالة أخرى- لأنك كنت بالفعل كما أخبرتنا موجودا في الجيش الفرنسي وقمت بتغيير اسم بيتان إلى ديجول، فهذه إشارات مهمة بالنسبة لك تدفعك للقيام بالدور.؟

نعم لقد عشت هذه القصة بنفسي ولكن في الفيلم لم أخطط للعب هذا الدور، وأعتقد أنه في المدارس..انظر المدارس شيء جيد، لقد كنت أريد دومًا أن أقوم بالتدريس ولكن العلاقة بين التعليم النظري والعمل الفعلي في السينما خاصة تجعل الأمور صعبة، صعبة للغاية سواء في أفريقيا أو في أمريكا أو أي مكان آخر.

السينما عملية صعبة لأن وجودها يتوقف على المال وهناك مجالات من النصاعة يرفض فيها المنتجين فقدان المال لذللك فلا يسمحوا بالارتجال إنهم يريدون شيئا مرتبا حتى يكونوا على اطمئنان للعوائد.

في أفريقيا أعتقد أنها ميزة، أن تعمل هنا لأن أغلب المخرجين يكتبون السيناريوهات الخاصة بأفلامهم ويكتبون النصوص-الحوار- وهو أمر نادر جدا أن يحدث في أي بلد أخرى هذه الأيام، إن الأفارقة مبدعين بحق في هذا الجانب ، وهم الخلاقين لإبداعهم ، صنع الفيلم واقتسامه بين شخصين ، المخرج والكاتب هذا أمر جيد ولكن في الاستوديو!، إنها قصة أخرى لأن المخرج وحده من يكون صاحب الفيلم.

قلت في يوم ما أنه بالنسبة لك فإن هناك مزيج من تقنيات السينما التي يمكن تعلمها في أوروبا، لكن أسلوب سردك الخاص لعله يساهم في طريقة رواية القصص في أفريقيا؟

نعم، روي القصص.. وربما هذا السبب يجعل السينما الأفريقي أبطأ، إنها أبطأ وأعترف بذلك، ففي كثير من الأحيان فإن الذين يصنعون الفيلم في أفريقيا لم يحضروا المدارس الأوروبية الكبيرة ومازالوا منذ فترة طويلة متعلقين بثقافتهم في القصص التي تروى، تكون القصة واضحة وبسيطة وللوهلة الأولى نقول أن هذا جيد وواضح تماما، ولكن عندما تحفر تجد الفلسفة وتجد أن هناك شيء داخل تلك البساطة.

هذه القصة التي تحدثت عنها، هل وجدتها في صحيفة "فيت دايفرس؟


لا لا، لقد قال بعض الناس هذه القصة لأن هؤلاء الناس ذهبوا إلى بوروم ساريت وناقشوا قصة هذا الصبي، هذا حدث بعد عام 1963 ولكن الناس ما زالت لا تصدق أنه في أفريقيا يمكن لأي شخص أن يذهب بمفرده لكي يدفن ولده، لكنهم صدموا عندما رأوا أن هذا يحدث ، لقد أخبروني بذلك.

ت:حسين ممدوح
 http://karasatilcinema.blogspot.com/
http://www.facebook.com/hussein.faust

0 comments :

Post a Comment