بيرجمان الطفل، بيرجمان الكاتب، كاره الكلمات

Tuesday 25 September 2012

بيرجمان الطفل، بيرجمان الكاتب، كاره الكلمات


بيرجمان الطفل، بيرجمان الكاتب، كاره الكلمات



مقابلة نُشرت عام 1971 أجراها معه بول رايلي..عندما تقوم بصناعة فيلم، هل تصنع الفيلم مقترنًا بالسويد؟

نعم، لغتي هى السويدية وجمهوري هم الشعب السويدي ولكن لا أعتقد أن الأمر مختلف لهذه الدرجة، عندما أصنع فيلمًا فأنا لا أفكر بالجمهور ولكني أهدف توضيح شيء لشخصٍ ما، إنها محادثة بيني وبين الجمهور ونوع من الاتصال مع الأشخاص الآخرين وطريقتي الخاصة في ذلك هى صناعة الأفلام، بكل بساطة هذا هو الأمر.

فيدبيرج قال مؤخرًا أنه أنك لا تتعامل مع المشاكل التي لها صلة بالمجتمع السويدي، سألته ما يعني ذلك فقال أنه عندما صنع نهاية فيلم الغراب كان يعالج مشكلة اجتماعية بالأساس وانتقدك لعدم محاولة صنع ذلك؟

أنا معجب به للغاية وأعتقد أنه شخص موهوب وإذا كان يصنع الأفلام التي يريد صنعها فهو أمر لا يهمني، أنا أفكر في دوري ، دوري الخاص الصغير جدا وطريقتي في التعبير عن نفسي ليس لها صلة بالنقد الاجتماعي ولكن بالطبع ما أفعله هو أن أعبر عن الزمن الذي أعيش به، أنا أعبر عن سويد اليوم ولكن ليس بطريقة محدودة ليس من خلال بعد واحد فقط وأعتقد أن كل فنان، أعتقد أن بيكاسو مثلا عندما رسم لوحاته كان يعرب عن شيء يخص زمنه هو.لا أفهم هذه الطريقة السخيفة التي تخبر الفنانين ما يتعين عليهم القيام به، بطبيعة الحال إذا لم نناقش الفنان فمن سيناقشة إذا؟ ولكن أعتقد أن هذا أمر غبي للغاية لنقول لهم افعلوا ذلك أو نقي عليهم اللوم عندما لا يفعلوه، إنه يذكرني بحالة روسية، هل تعرف ماذا قالوا لشوستاكوفيتش عن سيمفونيته الخامسة أو شيء من ذلك" يرجى من السيد شوستاكوفيتش أن يعيد كتابة السيمفونية الخامسة، إنها ليست اشتراكية"، من حقك أن تنتقد كل شيء ولكن ليس بطريقة أن تختار الطريقة التي يعمل عليها الفنان، إذا كان إنتاجه أو نهجه ليس حيًا يمكنك انتقاده ولكن إذا كان فيه بعض الحياة إذا كان الطفل يعيش في خياله، أعتقد أنه من التعدي أن تنتقده لأنه طفله الخاص في خياله لا يوافق الطفل الذي لا تتوقعه، إنه طفل، إنه شيء حيء

هل تشعر بأنه هناك تقليد بيرجماني الآن في السويد، فهو مصطلح أصبح يستخدم كثيرا، فعلى سبيل المثال عندما تكلم النقاد عن فيلم ماي زيترلينج قالوا إنه بيرجمانسكي بعض الشيء، هل تشعر بهذا في السويد؟

لا، ليس بهذه الصورة المطلقة، عندما بدأت صناعة أفلامي في عمر 22 أو 23 عاما تأثرت كثيرا بالفرنسيين وبأفلام كارنيه، أعجبت بصديق وهو ألف سيوبرج الذي كان يخلق مشاهد رائعة وأعجبت به وعملت مساعدًا له، وحاولت أن أصنع أشياء مشابهة له، وكل الشبان السويدين تأثروا بجودار وماليه وأنطونيوني وحاولوا صناعة أفلام مثيلة لأفلامهم، ومن ثم أنت تجد طريقتك الخاصة في صناعة الفيلم، في البداية لم يكن لك أسلوب فلا أحد يملك أسلوبًا خاصًا في البداية لأن كل شيء في الفن ينمو ويكبر شيئًا فشيئًا، في الفن دومًا هناك نوعٌ من التقليد وإذا كنّا نعتقد أننا يمكننا الافتكاك من ذلك فسنكون سخيفين، أنا مؤمن بأنه لا يوجد شيء في الفن له جذوره الخاصة، إنه يملك جذورا من شيء آخر لا يخصه

.هل كنت سابقا فضوليا حول الكيفية التي يصنع بها المخرجين الآخرين أفلامهم، على سبيل المثال هل فكرت من قبل وتساءلت عن الطريقة التي يستخدمها أنتونيوني في صناعة لغته داخل الفيلم وأن تقترب وتتفهم ما يقول

؟نعم، على الدوام كنت مهتمًا بذلك بشكل رهيب وأحب دومًا أن أعرف، أنا معجب كثيرا بفيلليني وأحبه وأحب طريقته في صنع الأفلام وتعامله مع المواد التي لديه فهو رائع جدا في ذلك وسخي ودافيء للغاية، أرى أفلامه أربع أو خمس مرات لأرى كيف يصنع ذلك وأصبح كالطفل الذي يتلقى فقط، ولكني لن أصنع فيلما فيلينًا فأنا لدى طريقتي الخاصة وأسلوبي الذي هو بعيد عن أسلوبه هو، ولكن أعتقد أن لدينا طرق متشابهة غريبة في الاتصال بالجمهور.

قلت أنك تأثرت بالفرنسي جودار في فترة شبابك، كيف ترى أفلامه؟أ

حببت واحدًا فقط من أفلامه وهو "المرأة المتزوجة"وهو عمل حار ومتزن وفيه روح الدعابة، فيلم قوي وأنا معجب بجودار لأنه لديه طريقته الخاصة وهى بالنسبة لي غريبة جدا، لا أفهم أفلامه ولكني أحب فيه أنه يملك مخيلته الفردانية، وأعتقد أنه كذلك صحفي عبقري حيث يكتب مع أفلامه ما يريد أن يوصله وأعتقد أن هذا رائع وإن كنت لا أفهمه.

هناك دومًا ضغط عليك، خاصة عندما أصبحت ناجحًا، وعندما تضطر لصنع فيلم لا يأتي منك بل من شخص آخر، هل تشعر بهذا الضغط؟

هل تعرف ماذا قال جوته؟ أرجوك يا الله، اسمح لي أن أفضح نفسي في الوقت المناسب، هذا ما يعنيه أن تكون ناجحا إنه أكثر خطورة من أن تفشل، إذا كنت صغيرا في السن وحققت نجاحات فهو أمر خطير، أما اذا كنت متقدمًا في العمر ولديك نجاحات فهو أمر ضروري وجيد، في بعض الأحيان لأنك وقتها تعرف ما تستحق، وأقول لنفسي حينها" أيتها السماوات، أعطني على الدوام بعض الإخفاقات لأنظف نفسي بها" هل تعرف ما أعنيه بهذا؟بالنسبة للفنان فإنه من الخطر أن ينجح على الدوام بنفس الدرجة التي يكون فيها الخطر عندما تأتي عليك حوادث وكوارث وفضائح واخفاقات متكررة، من الجيد للفنان أن يشعر بالنجاح أحيانا وبالشك أحيان أخرى وعندما تشعر بالقدرة على حب الناس والأطفال وزوجتك وأي شيء آخر، عليك أن تعلم أنه في يوم ما عن كل هذه الأشياء التي تحبها لأنها ستكون بمثابة السجن لك، إنها تجربة بسيطة، عليك أن تقتنع بأنه ربما ستترك صناعة الأفلام يوما ما لأنه لم يعد لديك شيئًا لكي تقوله.

ربما يمكنك أن تتحدث لنا عن الطريقة التي تعد بها الفيلم؟

من الصعب جدا أن أتحدث عن طريقة إعدادي فقط للفيلم لأنني أريد أن أكون بعيدا عن ذلك، ربما يمكنك أن تناقشني في التفاصيل التقنية ،حتى فيما يخص ذلك فهو صعب لأنه بعد أن تكتب عليك أن تتحول من كاتب إلى مخرج وعندما تقوم بالإخراج، إذا نسيت ما كتبته أو إذا كنت تتذكر الكثير مما كتبته ستشعر بالخجل أو الخوف الشديد لذلك أعتقد أن على المخرج أن يبتعد عن العمل ما بين الإخراج والكتابة، وأن لا تفكر فيما كتبت بكثرة حول موضوع ما، فانا عندما أكتب النص يكون لدىّ نوع من الشعور والتخيل لكيفية ما سيكونه عند التصوير، أشعر بالتوترات وكل شيء وقبل أسبوع أو أسبوعين من بداية التصوير أعيد قراءة السيناريو وكثيرا ما أغير في اللقطات أو أضيف لها بعد جديد أو آخر، ربما لا أفهم بعدها لماذا كتبت ذلك فالأمر صعب ولذلك لا أفضل إعادة قراءة السيناريو.

عندما تقوم بتصوير المشهد، هل لديك نص معين يبرمج ويحدد كل حركة سيقوم بها الممثل، أم أنك تفضل أن يتطور هذا الأمر بفعل الموقف عندما تقوم بالتصوير؟

أنا أعد هذا على الدوام وأكره أن أقوم بالتصوير دون إعدادات مسبقة، من المستحيل بالنسبة لي ولكن إذا كنت قد أعددت وتعلمت الدرس جيدا فإنني يمكنني الذهاب بعيدا بكل أمان، وأن أكون على استعداد للقيام بمشهد آخر، ولكنّي إذا لم أقم بالإعداد من البداية لا أستطيع أن أذهب بعيدا عن النص.

عند تصوير مشهد هل تقوم باستخدام وزايا مختلفة ومواقف عديدة للكاميرا ، لأنه يمكنك أن ترغب في استخدامها فيما بعد؟

أبدا، أنا أكره ذلك ولا أحب أن تتاح للي خاصية الاختيار هذه، هذا أمر يجب اختياره وتحديده من قبل ، في الاستوديو، ومن ثم أنا لا أرغب في فكرة الزوايا المتعددة لأنها ليست لعبة.




هل تجد نفسك تعيد كتابة حوار ما عندما تبدأ بالفعل في التصوير؟

لا، بل ربما أقوم بحذف بعض الجمل الحوارية، فعندما تكتب كثيرا يكون هذا الأمر جيد فلديك الكثير من المواد التي يمكن أن تحذف بعضها، ولكن عندما يكون الممثلين موجودين فأنا أقيم اتصالا معهم حول هذا.

ولكنك قمت بتغيير كبير في فيلم بيرسونا عندما قررت تغيير مواقع التصوير، وكان هذا بسبب أنك غيرت رأيك حول السينايو أم أنك وجدت مكانا أفضل لتصور فيه؟

نعم، بيرسونا كان شيئُا غريبا جدا أنني كتبت السيناريو دون التفكير في أي شيء، كتبته في التو واللحظة وكان معقدا بالنسبة لي أن أفهم على وجه التحديد ما كتبت، واضطررت إلى إعادة تصوير بعض المشاهد مرتين أو ثلاث عندما كنا في موقع التصوير، فعلناها مرة أخرى ومن ثم رأيت أن كل شيء على ما يرام، كان ذلك معقدا ولكنه كان لطيف وساحر لأنه لم يكن هناك سوى اثنين من الممثلين ولم نتكلف الكثير، لم أشعر بوخز الضمير، كنت أفكر على الدوام بأنها ليست أموالي وأنا لا أنفق منها، كان هذا عندما كنت شابا وقد أخبروني بأنني كلفت شركة الانتاج الكثير من المال لذللك أعتقد أنه مازال هناك شعورا بالذنب داخلي.

هل يمكن وأنا متأكد إذا قررت عمل فيلم في الولايات المتحدة الأمريكية بميزانية أكبر من ذلك بكثير، هل لن تشعر وقتها بأنك مقيد نوعا ما؟

لا على الإطلاق أنا حر تماما وأحب أن تكون الميزانية محدودة ، تلك التي في السويد، وأعتقد لو كان الفيلم هنا يتكلف مليون كرونة (250 ألف دولار) وأننا نجحنا في إعادة هذه الأموال فسأصبح سعيدًا

.هل تشعر بأنك مهتم بهذه الأمور الاقتصادية وأنه من المهم لأفلامك أن تكسب المال في السويد؟

نعم ولما لا. بالطبع أنا مهتم ليس فقط بأن تكسب أفلامي المال ولكن أن تذهب الناس لرؤيتها، وفي بعض الأحيان تكون هناك وجهات نظر مختلفة، كان هناك شعور لدىّ بأن الجمهور لن يخرج من بيته في ظل هذه الثلوج ليأتي لصالة العرض ويشاهد أفلام مثل ضوء الشتاء أو بيرسونا أو الصمت، ولكن في أفلام أخرى سأشعر بخيبة أمل كبيرة وعدم رضا في حالة لم يراها الناس.

لماذا كلفت شخصًا آخر بكتابة سيناريو فيلميك ربيع العذراء وحافة الحياة؟

أعتقد أنني كنت كسولًا، أحببت الكاتب الذي كتبهما وشعرت بأن هناك نقطة تلاقي جيدة بيني وبينه، وكنت كسولًا.

قلت قبل ذلك أن الكتابة كانت فترة صعبة للغاية لك؟
مملة جدا. لأن الحلم ليس صعبا ولكن عندما تضعه في كلمات يكون ملل، وأنا لا أحب الكلمات وأراها غير مقنعة أو مرضية بالنسبة لي.

هذا يبدو غريبا أن نسمعه من شخص بدأ بالتعبير عن نفسه عبر الكتابة؟

إنه دائما نفس الشيء، إذا جلست بعد العشاء يمكنك الاستماع
لحفلة موسيقية مسجلة أو مشاهدة "صيف حار طويل" على التلفزيون، بطبيعة الحال ستختار أن تشاهد، بدلا من أن تقرأ كتاب تصوفي ستشاهد التلفزيون لأن كل شيء يؤثر في عينيك هو أكثر روعة من قراءة أو استخدام الكلمات

0 comments :

Post a Comment