تروفو: روسيليني هو من أحيا الطفل لأول مرة - آخر مقابلة لفرانسوا

Tuesday 11 September 2012

تروفو: روسيليني هو من أحيا الطفل لأول مرة - آخر مقابلة لفرانسوا



نعم بالطبع، خلال الحرب شاهدت العديد من الأفلام التي جعلتني أقع في حب السينما، كنت أهرب من المدرسة بشكل منتظم لمشاهدة الأفلام، وحتى في الصباح كانت هاك بعض المسارح الباريسية الصغيرة التي تفتح أبوابها مبكرًا.

في البداية لم أكن أعرف ماذا أريد، لم أكن متيقنًا مما أريد أن أكونه هل ناقد أم مخرج ولكني كنت أعرف أنه سيكون شيئًا من هذا القبيل...وفكرت في الكتابة كذلك، في الواقع عشت أوقاتًا تخيلت فيها نفسي روائيًا

، ثم قررت أن أكون ناقدًا ومن ثم بدأت أفكر تدريجيا في صناعة الأفلام..أعتقد أن رؤية كل تلك الأفلام خلال الحرب كانت نوعا من التدريب المهني.كما تعلمون فإن صناع الموجة الجديدة تعرضوا لكثير من النقد لافتقارهم للخبرة خاصة، جاء هذا النقد ضد أناس مثلي لم يفعلوا أي شيء أكثر من مجرد الكتابة في "كراسات السينما" ورؤية الآلاف من الأفلام.لقد رأيت أفلاما مثل قواعد اللعبة لجان رينوار، وفيلم المدرب الذهبي لما يقرب من 14 أو 15 مرة،

هناك طريقة لمشاهدة الأفلام يمكنك أن تتعلم بها المزيد من الأمور لكي تعمل كمساعد مخرج. دون أن تعد هذه الأمور بشكل أكاديمي..في الأساس، مساعد المخرج هو الرجل الذي تكون لديه الرغبة في مشاهدة كيفية صنع الفيلم" أن يرى الأشياء التي تحدث أمام الكاميرا، وبعبارة أخرى إنه يريد أن يتقن الأمور التي تكون بعيدة عن المشاهد في قاعة السيما..في المسرح أو السينما عندما تشاهد الفيلم للمرة العاشرة أو أكثر وتمر أمامك عناصر الحوار والموسبقى تعرف عن ظهر قلب ما يحدث، عليك أن تبدأ بالنظر كيف قام المخرج بهذا.ستتعلم أكثر بكثير من مساعد المخرج كذلك.

الأفلام التي استدعت انتباهك وأنت صبي يرتاد السينمات؟

كانت في البداية الفرنسية مثل "الغراب" لهنري جورج كلوزت" وفيلم مارسيل كارنيه" مبعوثون الشيطان"، هذه الأفلام التي أحسست أنني علىّ مشاهدتها أكثر من مرة وبسرعة، كنت خبيثًا كذلك لأنني كنت أرى الأفلام في سرية، وعندما يدعوني أحد أقاربي للذهاب للسينما أوافق، وأذهب لمشاهدة نفس الفيلم دون أن أقول لهم..لدرجة أنه بعد 3 سنوات من الحرب شاهدت فيلم الغراب ربما تسعة أو عشر مرات، وبعد أن أنهيت عملي في كراسات السينما تحولت عن السينما الفرنسية، الاصدقاء في المجلة مثل جاك ريفيت يعتقد أنه من العبث أن أتمكن من قراءة حوار فيلم "ألغراب" ورؤية أطفال الجنة 14 مرة.

قلت أنك شاهدت فيلمين لرينوار ربما أكثر من 12 مرة ،
هل لك أن تذكر تأثير رينوار عليك؟

أعتقد أنه هو المخرج الوحيد المعصوم من الناحية العملية، لم يرتكب أي خطأ في فيلم شاهدته له ولا أعتقد أنه سبق له ذلك..لأنه في رأيي يعتمد على حلول الانسان البسيطة.بلا تظاهر أو محاولة خلق نوع جديد..وإذا عرفت أعماله ستجدون أنها شاملة.لأنه تناول كل أنواع الواضيع..عندما تواجهك مشكلة كمخرج شاب يمكن لك أن يخطر في بالك كيف كان لرينوار أن يتعامل مع الواضح،ستجد الحل.

روسيليني استهتر بالتقنيات فصنع فيلمًا عظيمًا..

روبيرتو روسيليني على سبيل المثال يختلف تماما. قوته كانت تكمن في تجاهله للجوانب الميكانيكية والتقينة في صناعة الفيلم، هى لا وجود لها عنده، إنه يقول أشياء ثمينة في ملاحظاته التي كتبها عن أفلامه مثل" الجيش الانجليزي يدخل أوليانس"، تقول: أوك، إنه سوف يحتاج الكثير من الإضافات في فيلمه..ولكن عندما ترى فيلم (جان دارك في كفة الميزان) تجد أن هناك فقط 10 جنود من الكرتون في مقدمة الصورة يشوشون على المجموعة الصغيرة من الجنود التي خلفهم..إن روسيليني يخلق الصفاء أو الاستهتار في صناعته للفيلم..او مثل الفيلم الذي قام بصناعته عن الهند، إنه ظاهرة ويخلق موضوعًا من مادة متواضعة..ليخلق عملًا رائعًا في النهاية.


فيلمي المفضل له هو "ألمانيا السنة صفر" ربما لأن لدىّ ضعف تجاه الأفلام التي تتحدث عن الطفولة والأطفال وموضوعهم. وربما لأن روسيليني أول من صور الأطفال بصدق. بشكل وثائقي نراه يركز ويتأمل في طبيعة الأطفال أكثر من الكبار حولهم.ليس مثل الآخرين الذين يعتبروهم شيء خلاب أو حيوانات..

الطفل في فيلم ألمانيا العام صفر نراه يظهر بشكل منضبط النفس وبسيط وهذه المرة الاولى التي يجسد فيها أحدا الطفل باعتباره مركز الثقل بينما الأشياء من حوله مجرد تافهة.

أضاف المخرج الفرنسي عن روسيليني مناقشًا سمته التي يشترك فيها مع رينوار: إنه يجعلك تشهد كيف تكون الرغبة في البقاء على قيد الحياة أكثر من الفيلم الخيالي.

يواصل تروفو: قال روسيليني كذلك ، عندما تكتب السيناريو لا ينبغي أن تكتبه مثل الخنازير، الصراع في أي فيلم يجب أن ينشأ من حقائق مجردة..شخص ما من مكان معين في وقت معين..يكون بينه صراع بين شخص آخر في مكان آخر ، ليس هناك حاجة لابتكار أي شيء..لقد تأثرت بالصناع مثل روسيليني ورينوا الذي تمكنوا من تحرير نفسهم عن أي معوقات في السينما فهم يولون القصة والشخصية والموضوع أهمية أكثر من 
أي شيء آخر.


ت:حسين ممدوح
 http://karasatilcinema.blogspot.com/
http://www.facebook.com/hussein.faust



0 comments :

Post a Comment