مقتطفات من مقابلة بازوليني مع النيويورك تايمز - الدين ومعاناة الطبقة الوسطى عند بازوليني

Thursday 6 September 2012

مقتطفات من مقابلة بازوليني مع النيويورك تايمز - الدين ومعاناة الطبقة الوسطى عند بازوليني




"ليس من المهم أن يفهم أحد فيلمي تيوريما"..يجيب بازوليني في صوتٍ خفيض، هو عبارة عن ظلمة واهية إلى حد ما، رجل وسيم مع خدين جافين وعلامات سوداء تحت عينيه، هنا أترك الأمر للمشاهد هل أنا أقصد بأن هذا الزائر هو الله أم الشيطان؟ لا يهم، إنه شخص غير مسيحي ولكن المهم أنه يعتبر مقدس وهو شيء خارق للعادة ، شيء من الما وراء.

هل أن أعضاء العائلة قام بتطوير بعض الشيء علاقاتهم ولقاءاتهم بهذا الزائر؟ إنني أعرض فقط أزمة يعيشها رجل ما، وهو بالتأكيد أفضل من الرجل الذي ليس لديه أي مشكلة مع ضميرة، ومع ذلك فريما يكون استنتاج القصة سلبيًا لأن الشخصيات تعيش هذه التجربة ولكنهم لا يملكون القدرة على فهمها أو حلها، وهذا الدرس الذي جاء به الفيلم.

البرجوازية فقدت المقدس عندها لذلك فهى لا تستطيع أن تحل مشكلتهم بطريقة دينية ولكن عند الخادمة فهو أمر مختلف، إنها من الفلاحين والفلاح يأتي من حقبة أخرى وهو عصر ما قبل الثورة الصناعية وهذا هو السبب في أنه الشخص الوحيد الذي يعتبر الزائر على أنه إله، لماذا تكون هى الوحيدة القادرة على عدم توبيخه عندما يتوجب عليه أن يرحل.

يستطرد بازوليني: عندما أقول الله، لا أقصد إله الكاثوليكية،  ربما يكون ينتمي إلى أي دين آخر، دين الفلاحين، في الواقع أن جميع الأديان هى ديانة للفلاحين وهذه هى النقطة التي تسبب الأزمة عند الدين اليوم، لقد جئنا من عالم الفلاحة إلى عالم الصناعة ولكن العالم لا يموت.

لذك فإن حضارة الفلاحين ما زالت تعيش في داخلنا بل وتدفن في داخلنا ، ودفنها يأتي بجانب الشعور المقدس وهذا ما حدث مع صاحب المصنع وعائلته في تيوريما.

لقد اتهمت بالفحش من قبل قضاة الدولة الإيطالية لأن مشاهد الحب في نهاية الفيلم جاءت كنوع من الصدمة؟ 

صانع الفيلم يجب أن يستخدم العري كما يحق للرسام كذلك أن يفعل..ثم يشير إلى بازوليني إلى نسخة من تصميم فيلم "الإنجيل بحسب سان ماتيو" الموجود على الطاولة..ثم يضيف، أما فيما يخص مشاهد الجنس، حسنا، لم تتح لي الفرصة لاستخدامها في هذا الفيلم، لقد كان أمرا مجازيا فقط..ومشاهد الجنس بين الزائر وأعضاء الأسرة ليست صريحة، بل أن الحب الذي يتم تجسيده في هذه المشاهد هو روحي تماما.

الأب والام بسبب أن قيمهم تشكلت من الطبقة الوسطى الصناعية لم يكونا قادرين على إجراء تجربة دينية حقيقية، فالأب خلع ملابسه مثل القديس فرنسيس وترك كل شيء مادي وعندما وصل إلى الصحراء ليعيش حياة التقشف اتضح له أنه ليس قادرًا على أن يعيش التجربة الصوفية، لقد كان رجلًا مصنوعا..أردت هنا أن أقول أنه من المهم أن تتفهم الطبقة المتوسطة أخطاءها الخاصة بها والتي تجعلها تعاني.

يضيف بازوليني: أنا أعاني من هذا الحنين الذي أتعلق به فيما يخص تدين الفلاح، وهذا السبب الذي جعلني أقف بجانب الخادمة في الفيلم، أنا لا أؤمن في الله الميتافزيقي ولكنني ديني لأن لدىّ هوية طبيعية بين الواقع والله، الواقع هو إلهي وهذا السبب الذي يجعلني في أفلامي لا أقترب من الطبيعة بينما أحاول أن أنسب الفضل دوما للواقع في أهمية القداسة بوجه عام".

وعن السبب الذي يدفع هذا المخرج صاحب الـ46 عاما للعمل مع أناس حقيقين بدل الممثلين المحترفين، والدته مثلا اشتركت في فيلم " الانجيل بحسب القديس متى" في دور مريم والدة المسيح، يقول بيير باولو: " كان أداءها رائع لانها عندما رأت المسيح يصلب شعرت بنفس الألم الذي شعرت به عندما قتل أخي في الحرب، أما بانسبة لقصة الممثلين فأنا أختار أي ممثل لأنه بشر وليس بسبب ما يمكنه القيام به ، تيرينس ستامب شعر بالإهانة لأنني لم أطلب منه أن يبرز قدراته التمثيلية بل لقد شعر بأنه قد سُرق، نعم وهذا ما حدث كذلك مع آنا مانياني في فيلم أمي روما، لقد شعرت بأنها تعرضت لسرقة ما".

ت:حسين ممدوح
 http://karasatilcinema.blogspot.com/
http://www.facebook.com/hussein.faust

0 comments :

Post a Comment