عملية الخلق عند عثمان سيمبين -1
للفيلم الروائي وظيفتان كبريان: عرض الصور وحكي القصة، وأفلام أفريقيا السوداء تفضل بلا شك الوظيفة الأولى. إنها حقا أفلام تعرض الأحداث التي تجرب في المواقع وتنظم الحركات والشخصيات في المكان. لكنها تفعل ذلك بغرض استكشاف المكان المرجعي كما لو كانت المهمة العاجلة الملقاة على كاهل الفيلم الأفريقي هى الإيماء إلى إعادة التآلف على المستوى الرمزي.
تعكس الأفلام الأفريقية العملية العادية للسينما الروائية الكلاسيكية فهى تحكي لكي تعرض صورا ولكي تسمح للمشاهدين برؤية ما لا تريهم إياه السينمات الأخرى ألا وهو صورهم هم أنفسهم. هناك بالتأكيد صلات انجذاب بين الواقعيين الجدد و مخرجي الستينات والسبعينات الأفارقة، فقد رغب كلاهما في غزو تيار التوزيع التجاري بأفلام ذات نوايا واقعية. وكان على .كليهما أن يحاولا الوصول إلى جمهور تشكل ذوقه عبر أفلام التغييب والتسلية
كانت صلة المجموعتين منقطعة بالجمهور إلى حد كبير، فالواقعيون الإيطالييون ينتمون للطبقة الوسطي بينما المخرجين الأفارقة انقطعوا بسبب دراستهم في الخارج. وكما استهدف الطليان تقديم صورة واقعية بعد زمن الفاشية و ويلات الحروب، رغب الأفارقة بدورهم في كشف العام المتخفي تحت ركام الأكاذيب وتشوهات العهد الاستعماري الذي لا يملكون إلا أن يعوه بعد النجاحات الكبرى التي حققتها أفريقيا نتيجة لنضالها من أجل الاستقلال الوطني. انتهىأجرى المخرج السنغالي عثمان سيمبين العديد من المقابلات الصحافية الفرنسية منها، و الألمانية وغيرها من الدوريات السنغالية المتخصصة ، وعثمان عاش حياة غير طبيعية حيث انضم للجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية ، عمل على أرصفة مارسيليا وكذلك في شركة سيتروين لصناعة السيارات، يقول سيمبين: " الثقافة هى السياسة ولكنها نوع آخر من السياسة، في الفن كنت أنا كذلك سياسيًا، عليكم أن تلاحظوا ذلك إنني عندما أتكلم أليكم أقول -نحن- ولست أنا".في النوت القادمة ترجمة كاملة لإحدى مقابلات سيمبين عام 1975، بعد نجاحه الروائي والقصصي وكذلك السينمائي في جميع أنحاء جنوب الصحراء الأفريقية.
كانت صلة المجموعتين منقطعة بالجمهور إلى حد كبير، فالواقعيون الإيطالييون ينتمون للطبقة الوسطي بينما المخرجين الأفارقة انقطعوا بسبب دراستهم في الخارج. وكما استهدف الطليان تقديم صورة واقعية بعد زمن الفاشية و ويلات الحروب، رغب الأفارقة بدورهم في كشف العام المتخفي تحت ركام الأكاذيب وتشوهات العهد الاستعماري الذي لا يملكون إلا أن يعوه بعد النجاحات الكبرى التي حققتها أفريقيا نتيجة لنضالها من أجل الاستقلال الوطني. انتهىأجرى المخرج السنغالي عثمان سيمبين العديد من المقابلات الصحافية الفرنسية منها، و الألمانية وغيرها من الدوريات السنغالية المتخصصة ، وعثمان عاش حياة غير طبيعية حيث انضم للجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية ، عمل على أرصفة مارسيليا وكذلك في شركة سيتروين لصناعة السيارات، يقول سيمبين: " الثقافة هى السياسة ولكنها نوع آخر من السياسة، في الفن كنت أنا كذلك سياسيًا، عليكم أن تلاحظوا ذلك إنني عندما أتكلم أليكم أقول -نحن- ولست أنا".في النوت القادمة ترجمة كاملة لإحدى مقابلات سيمبين عام 1975، بعد نجاحه الروائي والقصصي وكذلك السينمائي في جميع أنحاء جنوب الصحراء الأفريقية.
أجرى المخرج السنغالي عثمان سيمبين العديد من المقابلات الصحافية الفرنسية منها، و الألمانية وغيرها من الدوريات السنغالية المتخصصة ، وعثمان عاش حياة غير طبيعية حيث انضم للجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية ، عمل على أرصفة مارسيليا وكذلك في شركة سيتروين لصناعة السيارات، يقول سيمبين: " الثقافة هى السياسة ولكنها نوع آخر من السياسة، في الفن كنت أنا كذلك سياسيًا، عليكم أن تلاحظوا ذلك إنني عندما أتكلم أليكم أقول -نحن- ولست أنا".
كيف تحدث عملية الخلق عندك؟
من الصعب جدا أن أشرح مسألة الخلق، وأنا لا أعتقد في نفسي أنني يمكن إيجاد شيء يمكن أن يتم تسميته إلهامًا بصورة محددة، أعتقد أنه يمكن صنع شيء من خلال طرح الأسئلة بطريقة أو بأخرى على المستوى الذي أعمل فيه..لماذا هذا الموضوع وليس الآخر، لماذا ينبغي أن أفعل هذا وليس شيئا آخر وما هو الهدف، وماهو الجانب الذي أريد إبرازه في البشر والكشف عنه في إطار عام، حتى إذا كانت المشكلة شخصية وتقلقني أنا دون غيري يمكنني أن أرفعها وأمررها للغير، وأوجهها لأجعلها ذات أهمية للآخرين.وأعتقد أنني في هذه اللحظة أعمل على إجراء ما يشبه التحقيقات حول كل ما يخص البشر بخلق مواضيع أخرى.
بداية أنا لا أعرف إذا كنت أحاول أن أجعل نفسي مفهوما ولكنني أعتقد أن المرء لا يمكنه أن يفصل نفسه خارج السياق الاجتماعي الذي يعيش فيه
.لقد قلت قبل ذلك أن غير مهتم بصناعة السينما المباشرة أو السينما الحقيقية " مثل الفيلم الوثائقي، ماهو الفرق بين أفلامك و"السينما المباشرة"؟
لست متأكدا بما تقصده من السينما المباشرة أو السينما الحقيقية، لقد قال جان روش (مخرج أفلام وثائقية فرنسية): إنني أضع الكاميرا في الشارع وبذلك أخلق موضوعا، وهذا هو كل شيء، وأعتقد أن ما قاله جان روش ليس صحيحًا على مستوى السينما لان المرء يكون مضطرا للتحديد إلى الإشارة إلى التحرير والمقارنة، لعمل كولاج من البداية للنهاية ويجب على المرء أن يفضل بين الصور، لأنه إذا وضعت الكاميرا في زاوية الشارع سترى الجميع يمرون وإذا وضعتها أمام الناس فلن يوجد شيء جديد سترى الشارع والسيارات وسترى الناس الذين ربما يتوقفون للحديث لكن هذا لا يعني شيئا، جان روج وإدجار موران فعلا ذلك وشاهدت ذلك،
ربما كانا على حق ولكني لا أعتقد ذلك لأنهم مازالوا يتحدثون حول نفس الأفكار التي قدمها المخرج الروسي فيرتوف في عام 1917 بعد الثورة ترى فيها السينما المباشرة في قاعات السينمات والقطارات وأمور أخرى وربما في سياقه وقتها كان أمرا حتميا.ولكن في سياق أفريقيا أعتقد أنه من الممكن إيجاد نوع جديد لكي نخلقه لأنه يجب على المخرج أن يحدد ويفرز ما يقوم به بحيث تكون هناك رأس وذيل لما يقوم بصنعه، وأعتقد أنه في هذا الوقت لا توجد فرصة للسينما المباشرة لكي تحيا،
الناس تذهب للسينما والمسرح أو إلى أي مكان يريدون لأنهم يحتاجون كما أعتقد إلى سماع قصة، لا أعرف إذا ما كان هذا أمرا جيدا أم سيء ولكن على أية حال ولكنهم يريدون أن يكون هناك موضوع وهذا يعتمد على الطريقة التي تنظنهم ينظرون للأمور من خلالها.ولكن ربما يمس هذا النوع الذين ينظرون للسينما من تحت الأرض، الشغوفين بالسينما، ربما تكون لهذه السينما الموازية فرصة لكي تحيا والذين يرون طريقة أخرى للإشباع عن طريق سرد مختلف، إنه شكل آخر من أشكال الاستمناء للحقيقة وهو يقولون: نعم هذا هو ، هذا أمر جيد جدا".
ولكنني أرى أن ما تسمى بالسينما الحقيقة تشبه أعمال الرسام السيء الذي يشتري إطار فارغ ويذهب ليقطف زهرة ويضعها داخل الإطار ويقول: نعم، إن لدى صورة جميلة" ويتجاهل كل حوله.لقد قلت أنك في بدايات عملك كنت تسأل نفسه أسئلة من قبيل: هل هذا له صلة أم لا" ولكن من أين تأتي هذه الأسئلة، ما الذي أتى قبلها ليشكلها؟
من كل شيء، كمثال فأنا في هذه اللحظة أعمل على كتابة هذا السيناريو وسينتهي بعد 6 أشهر من العمل به، كل صباح وحتى هنا في بلمنجتون - ولاية انديانا من الصعب لي أن أقول كيف تأتي هذه الأسئلة، ربما تأتي من الجوانب التي أهرب منها، أقول لنفسي لماذا يجب أن ياتي هذا أولا وأعتقد أنه عندما يتم ترتيب الأشياء فهناك قانون رياضي يهرب منّا جميعا ولكن أعتقد أنه هناك قانون رياضي يحكمنا، في السينما المسألة تقنية جدا وجامدة، لأنني أملك القليل من الوقت لكي أحكي قصة عن ضخ عاش لمدة 50 أو 60 عاما في ساعة ونصف لذلك علىّ أن أختار اللحظات والاحداث التي تبدو وكأنها تمس الماضي بأكمله من خلال الفترة القليلة التي يتم تصوير الفيلم فيها، إنه شيء مختلف عن الأدب ففي العمل الأدبي يمكنك القول : وبعد خمسين عاما، وهذا يعني أنه يعرف ما حدث في الخمسين عاما ولكن في السينما يمكن كذلك وضع هذا الأمر ككتابة على الشاشة ولكنك تقطع القصة.صانع الفيلم يجب عليه أن يمضي قدما، وأن يختار ولكن عملية الاختيار هذه أعتقد أن الصعوبات تتشكل على المخرج في شرح الأمر بطريقة فنية ومحددة للغاية.
ولكن أين تجد قصصك؟
كيف يمكنني العثور على الأفكار؟ آ، تلك قصة أخرى.. ربما أملك العديد من الأفكار في رأسي لأنني أرى الأشياء من حولي وأرى أنها تستحق أن تروى، ولكن على الجانب الآخر ربما أسمع قليلا من الأخبار أو أتابع ذروة حدث ، أرى شيئا وأقول لنفسي: فلأنتظر، إن لديه شيئا لكي يقال، لا أعرف إذا ما كنت قد شاهدت بنفسك فيلمي في الليلة الماضي "بوروم ساريت" فهو يحكي عن قصة سائق فقير عليه أن ينقل أحد الآباء الشبان ورضيعه الذي مات إلى المقبرة وقد جاء إلىّ بعض المتفرجين وأخبرتهم كيف حدثت لي هذه القصة في الوقع، ورأيت رجلا ينقل طفل ميت إلى المقبرة عبر حافلة عامة، أود أن أكتب كتابا عن ذلك.هذه القصة ضربتني في الصميم منذ اللحظة الأولى التي عايشتها فيها وأردت أن أعيد تمثيل وتجسد ه
ذه الأحداث بنفسي وفي رأيي الخاص لأجعل الناس تتخيل المأساة التي شهدتها هذه الحافلة ومعرفة ما جرى وقتها وكم الناس الذين تواجدوا وقتها ومن أين جاءوا ، وكما ترى أنني ظللت أحفر وأحفر وأحفر حتى أجد نهاية لقصتي وأعتقد أن هذا هو أصعب وقت مررت به لأنني كذلك سألت لنفسي، لماذا حدث هذا ولماذا هذا الطفل وأكتب هذه الأمور 4 أو 5 مرات وأسأل نفسي إذا كنت راضيًا على ما كتبت أم لا، ثم أعيد صياغة الأسئلة وأعتقد أنه هناك جانب رياضي وحسابي في الأمر بجملته،
لكنني ما زلت مقتنعا بأنه أمر عاطفي ومؤثر للغاية.ولكن على كل حال فهناك عنصر هام في صناعة هذا الحدث كفيلم وهو الجانب الفكري، حتى إذا هرب الجانب الرياضي ونشوء الحدث من المؤلف.
كيف تحدث عملية الخلق عندك؟
من الصعب جدا أن أشرح مسألة الخلق، وأنا لا أعتقد في نفسي أنني يمكن إيجاد شيء يمكن أن يتم تسميته إلهامًا بصورة محددة، أعتقد أنه يمكن صنع شيء من خلال طرح الأسئلة بطريقة أو بأخرى على المستوى الذي أعمل فيه..لماذا هذا الموضوع وليس الآخر، لماذا ينبغي أن أفعل هذا وليس شيئا آخر وما هو الهدف، وماهو الجانب الذي أريد إبرازه في البشر والكشف عنه في إطار عام، حتى إذا كانت المشكلة شخصية وتقلقني أنا دون غيري يمكنني أن أرفعها وأمررها للغير، وأوجهها لأجعلها ذات أهمية للآخرين.وأعتقد أنني في هذه اللحظة أعمل على إجراء ما يشبه التحقيقات حول كل ما يخص البشر بخلق مواضيع أخرى.
بداية أنا لا أعرف إذا كنت أحاول أن أجعل نفسي مفهوما ولكنني أعتقد أن المرء لا يمكنه أن يفصل نفسه خارج السياق الاجتماعي الذي يعيش فيه
.لقد قلت قبل ذلك أن غير مهتم بصناعة السينما المباشرة أو السينما الحقيقية " مثل الفيلم الوثائقي، ماهو الفرق بين أفلامك و"السينما المباشرة"؟
لست متأكدا بما تقصده من السينما المباشرة أو السينما الحقيقية، لقد قال جان روش (مخرج أفلام وثائقية فرنسية): إنني أضع الكاميرا في الشارع وبذلك أخلق موضوعا، وهذا هو كل شيء، وأعتقد أن ما قاله جان روش ليس صحيحًا على مستوى السينما لان المرء يكون مضطرا للتحديد إلى الإشارة إلى التحرير والمقارنة، لعمل كولاج من البداية للنهاية ويجب على المرء أن يفضل بين الصور، لأنه إذا وضعت الكاميرا في زاوية الشارع سترى الجميع يمرون وإذا وضعتها أمام الناس فلن يوجد شيء جديد سترى الشارع والسيارات وسترى الناس الذين ربما يتوقفون للحديث لكن هذا لا يعني شيئا، جان روج وإدجار موران فعلا ذلك وشاهدت ذلك،
ربما كانا على حق ولكني لا أعتقد ذلك لأنهم مازالوا يتحدثون حول نفس الأفكار التي قدمها المخرج الروسي فيرتوف في عام 1917 بعد الثورة ترى فيها السينما المباشرة في قاعات السينمات والقطارات وأمور أخرى وربما في سياقه وقتها كان أمرا حتميا.ولكن في سياق أفريقيا أعتقد أنه من الممكن إيجاد نوع جديد لكي نخلقه لأنه يجب على المخرج أن يحدد ويفرز ما يقوم به بحيث تكون هناك رأس وذيل لما يقوم بصنعه، وأعتقد أنه في هذا الوقت لا توجد فرصة للسينما المباشرة لكي تحيا،
الناس تذهب للسينما والمسرح أو إلى أي مكان يريدون لأنهم يحتاجون كما أعتقد إلى سماع قصة، لا أعرف إذا ما كان هذا أمرا جيدا أم سيء ولكن على أية حال ولكنهم يريدون أن يكون هناك موضوع وهذا يعتمد على الطريقة التي تنظنهم ينظرون للأمور من خلالها.ولكن ربما يمس هذا النوع الذين ينظرون للسينما من تحت الأرض، الشغوفين بالسينما، ربما تكون لهذه السينما الموازية فرصة لكي تحيا والذين يرون طريقة أخرى للإشباع عن طريق سرد مختلف، إنه شكل آخر من أشكال الاستمناء للحقيقة وهو يقولون: نعم هذا هو ، هذا أمر جيد جدا".
ولكنني أرى أن ما تسمى بالسينما الحقيقة تشبه أعمال الرسام السيء الذي يشتري إطار فارغ ويذهب ليقطف زهرة ويضعها داخل الإطار ويقول: نعم، إن لدى صورة جميلة" ويتجاهل كل حوله.لقد قلت أنك في بدايات عملك كنت تسأل نفسه أسئلة من قبيل: هل هذا له صلة أم لا" ولكن من أين تأتي هذه الأسئلة، ما الذي أتى قبلها ليشكلها؟
من كل شيء، كمثال فأنا في هذه اللحظة أعمل على كتابة هذا السيناريو وسينتهي بعد 6 أشهر من العمل به، كل صباح وحتى هنا في بلمنجتون - ولاية انديانا من الصعب لي أن أقول كيف تأتي هذه الأسئلة، ربما تأتي من الجوانب التي أهرب منها، أقول لنفسي لماذا يجب أن ياتي هذا أولا وأعتقد أنه عندما يتم ترتيب الأشياء فهناك قانون رياضي يهرب منّا جميعا ولكن أعتقد أنه هناك قانون رياضي يحكمنا، في السينما المسألة تقنية جدا وجامدة، لأنني أملك القليل من الوقت لكي أحكي قصة عن ضخ عاش لمدة 50 أو 60 عاما في ساعة ونصف لذلك علىّ أن أختار اللحظات والاحداث التي تبدو وكأنها تمس الماضي بأكمله من خلال الفترة القليلة التي يتم تصوير الفيلم فيها، إنه شيء مختلف عن الأدب ففي العمل الأدبي يمكنك القول : وبعد خمسين عاما، وهذا يعني أنه يعرف ما حدث في الخمسين عاما ولكن في السينما يمكن كذلك وضع هذا الأمر ككتابة على الشاشة ولكنك تقطع القصة.صانع الفيلم يجب عليه أن يمضي قدما، وأن يختار ولكن عملية الاختيار هذه أعتقد أن الصعوبات تتشكل على المخرج في شرح الأمر بطريقة فنية ومحددة للغاية.
ولكن أين تجد قصصك؟
كيف يمكنني العثور على الأفكار؟ آ، تلك قصة أخرى.. ربما أملك العديد من الأفكار في رأسي لأنني أرى الأشياء من حولي وأرى أنها تستحق أن تروى، ولكن على الجانب الآخر ربما أسمع قليلا من الأخبار أو أتابع ذروة حدث ، أرى شيئا وأقول لنفسي: فلأنتظر، إن لديه شيئا لكي يقال، لا أعرف إذا ما كنت قد شاهدت بنفسك فيلمي في الليلة الماضي "بوروم ساريت" فهو يحكي عن قصة سائق فقير عليه أن ينقل أحد الآباء الشبان ورضيعه الذي مات إلى المقبرة وقد جاء إلىّ بعض المتفرجين وأخبرتهم كيف حدثت لي هذه القصة في الوقع، ورأيت رجلا ينقل طفل ميت إلى المقبرة عبر حافلة عامة، أود أن أكتب كتابا عن ذلك.هذه القصة ضربتني في الصميم منذ اللحظة الأولى التي عايشتها فيها وأردت أن أعيد تمثيل وتجسد ه
ذه الأحداث بنفسي وفي رأيي الخاص لأجعل الناس تتخيل المأساة التي شهدتها هذه الحافلة ومعرفة ما جرى وقتها وكم الناس الذين تواجدوا وقتها ومن أين جاءوا ، وكما ترى أنني ظللت أحفر وأحفر وأحفر حتى أجد نهاية لقصتي وأعتقد أن هذا هو أصعب وقت مررت به لأنني كذلك سألت لنفسي، لماذا حدث هذا ولماذا هذا الطفل وأكتب هذه الأمور 4 أو 5 مرات وأسأل نفسي إذا كنت راضيًا على ما كتبت أم لا، ثم أعيد صياغة الأسئلة وأعتقد أنه هناك جانب رياضي وحسابي في الأمر بجملته،
لكنني ما زلت مقتنعا بأنه أمر عاطفي ومؤثر للغاية.ولكن على كل حال فهناك عنصر هام في صناعة هذا الحدث كفيلم وهو الجانب الفكري، حتى إذا هرب الجانب الرياضي ونشوء الحدث من المؤلف.
ت:حسين ممدوح
http://karasatilcinema.blogspot.com/
http://www.facebook.com/hussein.faust
0 comments :
Post a Comment