الموسيقى والصوت الواقعي في أفلام كوباياشي

Sunday, 28 July 2013

الموسيقى والصوت الواقعي في أفلام كوباياشي



المُخرج الياباني العظيم، ماساكي كوباياشي في حوار سابق له بتاريه 1993 تحدث عن دور الموسيقى في أفلامه، وأفلام كوروساوا، أعماله كانت تُمثل تمردًا على أفكار المجتمع التقليدية، السحر والأساطير والمرأة والحرب..ومع ذلك فقد كان أقل حِدة ومباشرة من غيره.



في كثير من الأحيان يتم استخدام الموسيقى ليدعم هذا التدفق الفيلمي، ولكن نرى أنك تجعل الموسيقى تصطدم بالقصة، فهل تعتقد أن الموسيقى المستخدمة من هذا النوع تكون فعالة معك؟

-بشكلٍ عام، الطريقة التي استخدم بها الموسيقى تكون بعد الانتهاء من التصوير والمونتاج، أُقدم الصور للموسيقي الذي يزورنا ونحن نصور بالفعل لكن عندما تكتمل الصورة بصريًا فالامر مختلف، فالموسيقي يواجه الصورة ومن هنا تبدأ الإشكالية بين المؤلف والمخرج والموسيقي، الذي عندما يتفاعل مع العمل يكون لديه تفكير آخر، ما هو النوع الأكثر فاعلية، مثل ما حدث بيني وبين "تاكيميتسو" فعند استخدام موسيقى متدفقة التأثير فقد يُفسد ذلك الشعور الكام من الصورة ولذلك فقد تفطن تاكيميتسو لذلك بذكاء واكنت لديه قدرة على الفهم العميق لما تعنيه الصور التي قدمها المخرج.

في فصل "الشعر الأسود" من فيلم كوايدان كانت هناك موسيقى سريالية، بشكلٍ فائق للغاية فماذا كان تفكيرك ناحيتها؟

-نعم هذا كلام دقيق، لأن اتجاه القصة كان يسعى لإحداث هذا التأثير فيك وفي تاكيميتسو الذي قرر اعتماد هذا النهج على الفور وقرر أن يستخدم "أصوات" مُجرد أصوات حقيقية فعندما عاد البطل لزوجته المهمشة في بيتها المتهالك استخدمنا صوت حقيقي "صوت قطع الأشجار" لقد كان مشهدًا لما يعني البيت المتهالك بعد حنينه إلى بلدته الأم، كانت هذه هى الكلمات التي نطقها البطل بدون حوار، فقط بالموسيقى.

إننا لا نريد تحريك وإشعال الجمهور كهدف، بل أن يحدث ذلك بتأثيرٍ غير مباشر وغير متوقع، مُختلف تمامًا عن ما كان متوقعًا، الموسيقي الجيد ليس البسيط والذي يمكن أن تستكشف ما يقدمه.


مشكلته مع أكيرا كوروساوا؟

أوه، نعم..كانت لديه دومًا مشكلة فيما يتعلق بعمله غالبًا مع كوروساوا ..ولكنه تحاشى ذلك معي في فيلم تمراد الساموراي حيث كانت جمل ميفان صعبة الفهم والسماع بسبب موسيقاه ولأن الحوار كان يُقال بصوتٍ خفيض، ولكنه عالج ذلك بنوعيات مختلفة من الأصوات، أصوات جميلة لم يكن تحدث أي تشتيت أو تشويه لصوت الممثل، نبرة الممثل التي كانت تقول الكثير بدورها ولذلك فقد كان عمله أكثر من مجرد شخص يعمل بالموسيقى بل هو مشرف عام ومُتقن في عملية التعديل.

في فيلم محاكمات طوكيو استخدم 9 دقائق فقط من أصل 4 ساعات للموسيقى وما تبقى كانت مجرد أصوات، أصوات حقيقية مستندة إلى الواقع، وهذه مسئولية كبيرة لأنك يجب أن تكون عاطفيًا في التعامل معها وأن تخدم العمل.

هذا يعني أنه ربما كان يأخذ عدة أشهر للقيام بهذا الدور، أكثر من الوقت الذي يعمل فيه لأجل تسعة دقائق من الموسيقى، أليس كذلك؟

نعم، معظم الأفلام الوثائقية الآن تبدأ بالموسيقى وتنتهي بها، بل في الواقع فإن الموسيقى تكون من البداية حتى النهاية، وقد طلبت مني شركة الانتاج أن لا يكون فيلمي الذي يمتد لأربع ساعات ونصف داعيًا للنوم، وكان هذا يعني مثلًا أن يكون بدون موسيقى؟ لا ، كان هذا تحديًا وإنجازًا خاصة في المونتاج وكيفية استخدام النص.

كانت أول تجربة لي في الأفلام الوثائقية وأنا مخرج روائي أو سردي وكان هذا هو التحدي الأصعب ولذلك أردت تقديم عمل وثائقي يقترب من معايير الفلم السردي، قمنا بتقييد استخدام الموسيقى إلا في الأجزاء التي تعرض ضحايا الحرب الأبرياء، على سبيل المثال اغتصاب نانجينج وتدمير هيروشيما وكانت الموسيقى نوع من مرثية لهؤلاء.

- ماهو الدور الذي تلعبه هذه المقاطع الوجيزة من الموسيقى في الفيلم؟

في بداية الفيلم، تجد مشاهد لتصوير ضحايا الحرب طوال الوقت وفي هذه المشاهد يتم إدخال الموسيقى بوضوح، تدمير هيروشيما بقنبلة ذرية أو مذبحة نانجينج حينما تم قمع الصينين بقسوة من جانب اليابانيين، هذه المشاهد تتكرر طوال الفيلم ولذلك كان لا بد من استخدامها بشكلٍ وجيز ولكن جعلها مرتوية بالموسيقى إلى حدٍ بعيد، نعم.

ماذا عن موضوعك أنت وأفكارك حول التاريخ من خلال أعمالك؟

أعتقد أن كل ما قدمته كان يصطدم بالسلطة، في فيلم "هيومان كونديشين" أعتقد أنني قمت بذلك بأكمل صورة، ولكن حتى في فيلم "الهراكيري" وتمرد الساموراي كان هناك تحديًا للسلطة، جاء من منبع حياتي الخاصة، بما ذلك تجربتي في الجيش ومعارضتي للنزعة والمنظمات العسكرية في هذه الأيام، كانت هناك رقابة صارمة ولا يمكن أن نناقش شيئًا في العلن، ولكن بعد الحرب جاءت الفرصة والوقت لمناقشة مباشرة حول هذه القضايا.

هل كان من الممكن تقديم فيلم مثل الهراكيري خلال او بعد الحرب؟ لم يكن ممُكنا
كانت هناك رقابة صارمة للغاية، نعرف كيسوكي كينوشيتا والذي كان يعمل كمونتير برفقتي والذي قام بتدقيم فيلم "آرمي" في عام 1944 وقد كان فيلماًا ضد عقلية الحرب وكان فيلمًا لطيفًا ولكن بعد ذلك مُنع من عمل أي أفلام واختفى تمامًا.

يُتبع..

0 comments :

Post a Comment