بازوليني و "الآب جويا"، المُقدس فقط هو الحنين إلى الحياة "1"..
شعر الحركة عند بازوليني، أن تخرج من رحم الكلمات المُشبعة بالتصوير الحسي للعنف أو الجمال إلى قلب الشاشة، عبارة عن مانيفيست "كاشف" إلى ما آلت له القدسية في روما من
جماعات البرجوازية الصغيرة، إلى معمار وآليات صعود جديدة تاه فيها "إيتوري" شخصيته البطلة في "أمي روما" أو ستراشي في "روبوباج".
بتدقيق أكبر على عمله في "روبوباج" والذي تكلم فيه عن الخادم "ستراتشي" والذي يمثل الضحية المسيحية المعذبة "الذي مات ليخبر الغير أنه كان يعيش ما بينهم"، الممثلين والصحافيين والمخرج والقديسين حسب كلمات أورسون ويلز.
طغيان الصبغة السياسية والنقد العنيف الواقعي الذي اتسم به مخرجين هذا العصر في أوروبا خاصة الإيطاليين منهم، ذلك الذي ألهم الكثير من دراسي السينما من القارة الأفريقية السوداء ، كما ألهمت سينما الحركة والتفجيرات والأجسام المتطايرة في الأفلام الأمريكية الجمهور الذي أرادوا استهدافهم.
بساطة التركيب، الكادر الواسع ..الجمع ما بين الطابع الفني والدرامي مع الاعتماد على ممثلين غير محترفين أو ليسوا ذو كارير طويل، التركيز على الطفل كشخصية رئيسية، المرأة، الشباب وحتى الحيوانات، تقييد المونتاج والتعويل على الموسيقى.
الحنين إلى الحياة، الحنين إلى الحب، إنه النسخة الشابلينية الخاصة بي "نسبة إلى تشارلي تشابلن" كان ال
فكرة الرئيسية لعمل مثل "سالو" حسب تعقيب بازوليني عليه والذي يعتبر أكثر الإعمال إتعابًا للنفس وأنه طارد للحياة حسب جمهور المتفرجين، بعنين دامعتين قالها الشاعر الذي بدأ تنظيم كلماته في قصائد منذ التاسعة، الماركسي العنيف والذي تم إقصائه من المشهد الثقافي الإيطالي بعد حادثة قتله في 1975 ولكن الدراسات السينمائية عنه لا تتوقف.
قال بازوليني مقابلة معه في عام 1966 تعبيرًا عن مصدره في كتاباته وشعره وأعماله بأنها "الآب جوي" وهو تعبير يدل حسب قوله على النشوة الشعرية وحب الحياة، التعبير عن الوجود على الرغم من التهميش العلني والإيذاء، بأعمالٍ أسطورية أخروية وربما نوعًا ما ماجنة ولكنها الاحتفالات المقدسة التي يراها وينقلها عن عصره.
أعمق رغبة عند الإنسان حسب المفهوم الأنثروبولوجي هو أن يشعر بأنه يعمل عملًا مقدسًا وبأنه مخول من المُقدس ويحظة على احترامه حتى لو كانت من خلال سلوكيات غير مشروعة، انانية، تتعدى العالم الكوني.
المُقدسات في كل مجتمع هي ظاهرة، قوة غير مفهومة، تهدف إلى الحفاظ على الوضع الراهن، بشكلٍ ما من أشكال الألوهية ولكن عند مفهوم بازوليني "فكل موجود هو مقدس، والواقع هو إلهي".
انتقاده العنيف لاقتصاديات السوق المعاصرة والاتجاهات العقلانية، العلمانية، المادية مع مشاعر دينية غير عقلانية وغير روحية كانت أهم سمة من سمات أعماله "كانت طريقة الآب جوي علامة هيمنت على جميع أعمالي، هى هذا النوع من التوق للحياة، في مواجهة مشاعر العزلة والاستبعاد من الواقع الحقيقي".
لذلك كان سلوكه في أعماله وشعره استفزازيًا للقيم المادية والبرجوازية المحافظة، أعماله التي لم يكن يعتبرها سلعة للتسويق ونفس الأمر بالنسبة لأشعاره باللهجة الفريولانية ورواياته مثل "بنين الحياة، وحياة عنيفة".
أفلام بازوليني الأهم الصعلوك، ماما روما، إنجيل القديس حسب ماتيو،تيوريما اعتمدت اللغة البصرية البحثة، لتحويل اللغة السينمائية كوسيلة لكشف هذا الواقع وليس لجعله تسويقيًا، واستنساخ الكائنات الحقيقية لكي تظهر الواقع في سينما لا تحظة بشعبية ولا تعترف بمقدس، مع أسلوب خاص في المونتاج يؤكد نطاقه الميتافيزيقي.
0 comments :
Post a Comment